أوسلو
نددت السجينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي، الأحد، بالحكومة “الاستبدادية والمعادية للمرأة” في إيران، وذلك في كلمة ألقاها أبناؤها الذين تسلموا الجائزة في غيابها.
محمدي، التي قامت بحملة ضد إلزامية ارتداء الحجاب وضد عقوبة الإعدام في إيران، محتجزة منذ عام 2021 في سجن إيفين بطهران.
وبدلاً من ذلك، حصل توأمها علي وكيانا البالغان من العمر 17 عامًا، وكلاهما يعيشان في المنفى في فرنسا منذ عام 2015، على الجائزة نيابة عنها، حيث قرأا خطابًا تمكنت من تهريبه من زنزانتها.
وقالت في رسالة كتبتها “خلف أسوار عالية وباردة”: “أنا امرأة شرق أوسطية، وأنتمي إلى منطقة أصبحت الآن، على الرغم من حضارتها الغنية، محاصرة وسط الحرب ونيران الإرهاب والتطرف”. سجن”.
وقالت محمدي في كلمتها إن “الشعب الإيراني سيزيل العراقيل والاستبداد من خلال إصراره”.
قالت: “ليس هناك شك، هذا أمر مؤكد”.
لقد تم القبض على محمدي وإدانتها عدة مرات في العقود الأخيرة، ولم يرى طفلاها التوأم والدتهما منذ ما يقرب من تسع سنوات.
وقال كيانا محمدي للصحفيين يوم السبت: “أنا شخصياً متشائم إلى حد ما”، في حين قال شقيقه علي إنه لا يزال “متفائلاً للغاية”.
وتسعى حركة “المرأة، الحياة، الحرية” إلى إنهاء فرض إيران لحجاب الرأس على جميع النساء وإنهاء الحكومة التي يقودها رجال الدين المسلمون في طهران.
وقالت: “أنا امرأة إيرانية، ومساهمة حضارية فخورة ومشرفة، وأتعرض حاليا لاضطهاد حكومة دينية مستبدة”.
وتُرك الكرسي فارغًا رمزيًا في الحفل، حيث عُرضت صورة محمدي.
محمدي هي واحدة من النساء اللاتي قادن انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”، التي شهدت احتجاجات استمرت لعدة أشهر في جميع أنحاء إيران بسبب وفاة ماهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا.
توفيت أميني، وهي امرأة كردية إيرانية، في 16 سبتمبر 2022، أثناء احتجازها من قبل الشرطة الدينية الإيرانية بزعم انتهاكها قواعد اللباس الخاصة بالنساء في الجمهورية الإسلامية.
وقالت محمدي في الخطاب الذي قرأ أمام العائلة المالكة النرويجية وشخصيات أجنبية بارزة: “إن الحجاب الإلزامي الذي فرضته الحكومة ليس التزامًا دينيًا أو تقليدًا ثقافيًا، بل هو وسيلة للحفاظ على السلطة والخضوع في جميع أنحاء المجتمع”.
وقالت إن إيران “تعزل نفسها بشكل أساسي عن شعبها”، ونددت بالقمع الحكومي، والافتقار إلى نظام قضائي مستقل، والدعاية والرقابة والفساد.
وتنفذ محمدي حاليًا إضرابًا عن الطعام تضامنًا مع الطائفة البهائية، وفقًا لعائلتها.
ويقول ممثلو البهائية، وهي أكبر أقلية دينية في إيران، إنها هدف للتمييز المستهدف.
ومحمدي هو الحائز الخامس في تاريخ جائزة نوبل للسلام الممتد لأكثر من 120 عامًا الذي يحصل على الجائزة أثناء احتجازه.
وهي تتبع الألماني كارل فون أوسيتسكي، وأونج سان سو كيي في ميانمار، والصيني ليو شياوبو، وأليس بيلياتسكي في بيلاروسيا.
وقالت رئيسة لجنة نوبل النرويجية: “إن نضال نرجس محمدي يشبه أيضًا نضال ألبرت لوتولي وديزموند توتو ونيلسون مانديلا، الذي حدث على مدى أكثر من 30 عامًا قبل انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا”. وقالت بيريت ريس أندرسن في كلمة لها:
وتعرضت الاحتجاجات في إيران التي اندلعت بعد وفاة أميني إلى قمع شديد.
وتقول جماعة حقوق الإنسان الإيرانية (IHR) إن 551 متظاهرًا، بينهم عشرات النساء والأطفال، قتلوا على يد قوات الأمن، وتم اعتقال الآلاف.
وقال محامي عائلة أميني يوم السبت إن والديها وشقيقها، اللذين كان من المقرر أن يتسلما جائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي نيابة عن أميني في حفل يقام في 13 ديسمبر/كانون الأول، ممنوعان من مغادرة إيران.
ومن المقرر أن يتم تسليم جوائز نوبل الأخرى، في الأدب والكيمياء والطب والفيزياء والاقتصاد، في وقت لاحق الأحد في حفل أقيم في ستوكهولم.
