تزايدت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط يوم السبت بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس، والذي ألقي باللوم فيه على إسرائيل، مما أثار تعهدات بالانتقام من قبل الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستنقل المزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة إلى المنطقة بينما يستعد “محور المقاومة” المتحالف مع إيران للرد على مقتل إسماعيل هنية.
وقد انخرطت بالفعل مجموعات من لبنان واليمن والعراق وسوريا في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وقالت إيران يوم السبت إنها تتوقع أن تضرب إحدى هذه المجموعات، حزب الله اللبناني، عمق الأراضي الإسرائيلية وألا تقتصر هجماتها على الأهداف العسكرية.
ومع تزايد هذا الحديث، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عن إسرائيل.
قالت وزارة الدفاع الأميركية إن مجموعة حاملة الطائرات الضاربة بقيادة حاملة الطائرات أبراهام لينكولن ستحل محل مجموعة حاملة الطائرات ثيودور روزفلت في المنطقة.
كما أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإرسال طرادات ومدمرات إضافية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية إلى الشرق الأوسط والمناطق الخاضعة للقيادة الأمريكية في أوروبا، بالإضافة إلى سرب مقاتلات جديد إلى الشرق الأوسط.
شارك آلاف الأشخاص في قطر، الجمعة، في صلاة الجنازة على هنية الذي تم دفنه شمال العاصمة الدوحة بعد يومين من وفاته.
وقالت الحرس الثوري الإيراني، السبت، إنه قُتل “بقذيفة قصيرة المدى” أطلقت “من خارج منطقة الإقامة” التي كان يقيم فيها.
وكان هنية موجودا في إيران لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس مسعود بزشكيان الثلاثاء.
ولم تعلق إسرائيل بشكل مباشر على الهجوم، وهي التي تتهمها حماس وإيران وآخرون بشن الهجوم.
– العين بالعين –
ويعد مقتل هنية المقيم في قطر جزءاً من سلسلة من الهجمات المتبادلة منذ أبريل/نيسان والتي أدت بالفعل إلى تفاقم المخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وجاء مقتله بعد ساعات من غارة إسرائيلية على جنوب بيروت، مما أدى إلى مقتل القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر.
وكان نائب هنية قد اغتيل في جنوب بيروت في وقت سابق من هذا العام في غارة قال مسؤول دفاعي أمريكي إن إسرائيل نفذتها.
وفي عملية اغتيال أخرى رفيعة المستوى، أكد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن غارة جوية في يوليو/تموز أدت إلى مقتل القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إن إسرائيل “وجهت ضربات ساحقة لجميع أعدائنا”.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “إن خطر تدهور الوضع على الأرض بسرعة يتزايد”.
التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مع نظيره البريطاني الزائر جون هيلي يوم الجمعة ودعا إلى تشكيل تحالف دولي لدعم “دفاع إسرائيل ضد إيران وعملائها”، حسبما قال مكتب جالانت.
تعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أشعل فتيل الحرب في غزة وأسفر عن مقتل 1197 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة الانتقامية التي تشنها إسرائيل ضد حماس عن مقتل 39550 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس، والتي لا تعطي تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
وتصاعدت أعمال العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث قالت مصادر رسمية فلسطينية يوم السبت إن غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في سيارة.
وقال الجيش إنه ضرب “خمسة إرهابيين” أثناء توجههم لتنفيذ هجوم.
لقد لعب هنية دوراً رئيسياً في المحادثات التي جرت بوساطة من أجل إنهاء الحرب في غزة. وقد أثار مقتله تساؤلات حول مدى جدوى استمرار مثل هذه المفاوضات التي شاركت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر.
– انتشار التهاب الكبد الوبائي أ –
واتهم مسؤولون في حركة حماس، وكذلك بعض المحللين والمحتجين في إسرائيل، نتنياهو بإطالة أمد الحرب.
ويعارض أعضاء اليمين المتطرف الذين يشكلون عنصرا حاسما في الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو أي هدنة.
تسببت الحرب في غزة في دمار واسع النطاق ونزوح ما يقرب من كامل سكان القطاع، حيث قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الظروف الصحية العامة “تستمر في التدهور”.
وقالت إن هناك ما يقرب من 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ)، الذي ينتشر عن طريق الأغذية والمياه الملوثة، تم الإبلاغ عنها منذ بدء الحرب.
منذ أكتوبر/تشرين الأول، يتبادل حزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية، ويقول إنه يستهدف مواقع عسكرية على الحدود دعما لحماس.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة يوم السبت إن الضربة على شكر غيرت الحسابات.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (إرنا) عن البعثة قولها “نتوقع… أن يختار حزب الله المزيد من الأهداف ويضرب بشكل أعمق في رده”.
“ثانياً، أنها لن تقتصر في ردها على الأهداف العسكرية”.
قال مصدر أمني لبناني، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن أحد أعضاء حزب الله قُتل في غارة “طائرة مسيرة إسرائيلية” على سيارة في جنوب لبنان، السبت.
وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة، قال مصدر مقرب من حزب الله إن إسرائيل نفذت ضربات على قافلة شاحنات كانت متجهة إلى لبنان من سوريا.
ستظل الرحلات الجوية إلى بيروت التي تقوم بها شركة الخطوط الجوية الفرنسية وشركة الطيران منخفض التكلفة ترانسافيا فرنسا معلقة حتى يوم الثلاثاء على الأقل، لكن الرحلات المتجهة إلى تل أبيب تستمر بشكل طبيعي، حسبما قالت الشركة الأم لهما يوم السبت.
أعلنت السويد، السبت، إغلاق سفارتها في بيروت وحثت رعاياها على مغادرة البلاد “بينما لا يزال بوسعهم ذلك”.
بُرس-ستر-يت/دي سي بي
