وصل إلى القاهرة بعد ظهر اليوم الخميس رئيس الموساد ديفيد برنياع ومدير الشاباك رونين بار ورئيس قسم الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي الجنرال إليعازر توليدانو ومن المتوقع أن يجروا محادثات مع مسؤولين أميركيين ومصريين في محاولة لكسر الجمود في المحادثات بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي الوقت نفسه، انعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي مساء الخميس لبحث الاتفاق.
وبحسب تقرير موقع “والا”، سيمثل مبعوث إدارة بايدن بريت ماكجورك ورئيس جهاز المخابرات العامة المصري عباس كامل الجانبين الأميركي والمصري في القاهرة. وذكر التقرير أن إسرائيل ستقدم للجانبين خريطة محدثة لمقترحها بشأن وجود عسكري إسرائيلي محدود على طول ممر فيلادلفيا، الذي يفصل قطاع غزة عن مصر وأصبح أحد العوائق الرئيسية في طريق التوصل إلى اتفاق.
وبحسب هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، فإن الأطراف الوسيطة تأمل في عقد قمة يوم الأحد لإبرام اتفاق. وبصرف النظر عن الفريق الإسرائيلي، ماكجورك وكامل، ستضم القمة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن استعداد إسرائيل للتنازل عن ممر فيلادلفيا جاء متأخرا للغاية، وأن حماس ليست جزءا من المحادثات الجارية وأن التوقعات بحدوث انفراجة يجب أن تظل منخفضة.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، الخميس، نقلا عن مسؤولين اثنين من حركة حماس وثلاثة دبلوماسيين غربيين، أن مطالب إسرائيل بشأن وجودها العسكري المستقبلي في قطاع غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين تعرقل الصفقة المحتملة.
هل يمكن التوصل إلى حل وسط؟
وبحسب وكالة رويترز، فإن حماس ترفض طلب إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا وتعارض دعوة إسرائيل لوضع آلية لمنع مسلحي حماس من التحرك بين الأجزاء الجنوبية والشمالية من القطاع. وتهدف إسرائيل إلى الحفاظ على وجودها العسكري على طول ممر نتساريم الذي يمتد من الشرق إلى الغرب، والذي يفصل بين شمال وجنوب غزة والذي أنشأته القوات العسكرية الإسرائيلية. ومع ذلك، أفاد موقع واي نت يوم الخميس أن الأطراف الوسيطة تقترح استخدام مراقبين دوليين في نتساريم بدلاً من الحفاظ على الوجود العسكري الإسرائيلي.
وذكرت قناة كان أن برنياع وبار سافرا إلى القاهرة يوم الخميس في محاولة لحل قضية ممر فيلادلفيا. ودخلت القوات الإسرائيلية جنوب القطاع في السابع من مايو/أيار، وسيطرت في وقت لاحق على ممر فيلادلفيا ومعبر رفح. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصر مرارا وتكرارا على أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على فيلادلفيا، أيا كان الاتفاق الذي يتم التوصل إليه مع حماس، لمنع تهريب الذخائر إلى غزة عبر الأنفاق الواقعة تحت الممر.
من جهتها، تريد القاهرة أن يشرف مسؤولون فلسطينيون، ويفضل أن يكونوا تابعين للسلطة الفلسطينية، على معبر رفح، وهو ما لا يقبله نتنياهو.
في يوم الخميس، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مصر ترفض حاليا أي وجود عسكري إسرائيلي مستقبلي في ممر فيلادلفيا ــ حتى ولو كان محدودا. وقال مسؤولون مصريون لم يكشف عن أسمائهم للصحيفة إن فريق التفاوض الإسرائيلي اقترح في محادثات الأسبوع الماضي إقامة ثمانية مراكز مراقبة على طول الممر. وفي محاولة للتوصل إلى حل وسط، اقترحت الولايات المتحدة أن تكتفي إسرائيل بمركزين للمراقبة فقط، لكن مصر رفضت هذا العرض أيضا، قائلة إن أي مراكز من هذا القبيل من شأنها أن تمنح الجيش الإسرائيلي وجودا في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن مصر تطلب ضمانات أميركية بعدم عودة إسرائيل إلى ممر فيلادلفيا في حال فشل المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل عند تنفيذه. ويتناقض هذا الطلب مع شرط نتنياهو للتوصل إلى اتفاق مع حماس، حيث يرفض الالتزام بوقف الحرب بشكل كامل. وإذا فشلت المرحلة الأولى، فإن نتنياهو يرغب في الحفاظ على حق إسرائيل في استئناف القتال أو على الأقل تنفيذ غارات مرتجلة في القطاع.