الخرطوم
استبعد الحاكم الفعلي للسودان الجنرال عبد الفتاح البرهان التفاوض مع قوات الدعم السريع المنافسة بعد نجاته من هجوم بطائرة بدون طيار يوم الأربعاء في شرق البلاد التي مزقتها الحرب.
وقال الجيش إن خمسة أشخاص قتلوا في الهجوم بطائرة بدون طيار على حفل في قاعدة جيبت، حيث كان برهان يشرف على حفل التخرج.
وقال برهان، الذي بدا سالما، لقواته في قاعدة جيبت بعد الهجوم: “لن نتراجع، ولن نستسلم، ولن نتفاوض”.
وقال في قاعدة جيبت، على بعد نحو 100 كيلومتر من بورتسودان، حيث فرت الحكومة المتحالفة مع الجيش بعد اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل/نيسان من العام الماضي: “نحن لسنا خائفين من الطائرات بدون طيار”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور.
ودعت الولايات المتحدة الجانبين إلى إجراء مفاوضات الشهر المقبل في جنيف، وقالت وزارة الخارجية السودانية يوم الثلاثاء إن هذه المفاوضات يجب أن تسبقها “مزيد من المناقشات”.
وقال البرهان، الأربعاء، إن أي مبادرة سلام “يجب أن تعترف بالدولة السودانية وتدعوها وتتشاور معها”، في إشارة إلى حكومته.
وأضاف “لن نلقي أسلحتنا حتى نطهر هذا البلد من كل متآمر وكل متمرد”.
دعت الولايات المتحدة إلى عقد محادثات في جنيف في وقت لاحق من هذا الشهر. وتشترك المملكة العربية السعودية في رعاية هذه المحادثات، ومن المقرر أن تشارك مصر والإمارات العربية المتحدة كمراقبين.
لقد فشلت الجهود السابقة لتأمين وقف إطلاق نار دائم، ويعتبر العديد من السودانيين المحادثات في سويسرا أفضل فرصة للتفاوض على إنهاء الحرب.
وحتى الآن، أدت الحرب، التي يقول البرهان إن الجيش يعتزم الفوز بها “برؤوس مرفوعة”، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، مع بعض التقديرات التي تشير إلى أن عددهم يصل إلى 150 ألف شخص، وفقًا للمبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو.
كما تسبب في انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان وأثار أكبر أزمة نزوح في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.
هناك أكثر من 10 ملايين نازح في مختلف أنحاء السودان، معظمهم في مناطق تواجه المجاعة الوشيكة وتدهور الأوضاع الإنسانية مع انتشار القتال.
وكان هجوم الأربعاء هو الأول على قاعدة عسكرية في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان، حيث نقل الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقارهم إليها.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة وسط البلاد، وكامل منطقة دارفور الغربية الشاسعة تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء كبيرة من كردفان في الجنوب.
وشنت الحركة الشهر الماضي هجوما على ولاية سنار في جنوب شرق البلاد، واستولى على عاصمة الولاية.
وتحاصر قوات الدعم السريع أيضًا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وأكبر مدينة في المنطقة والتي لم تخضع بعد لسيطرة قوات الدعم السريع.
ونفى مستشار لزعيم قوات الدعم السريع، منافس الجيش في الحرب، أن تكون القوات شبه العسكرية مسؤولة عن الضربة.
واتهم مسؤول في قوات الدعم السريع عناصر إسلامية بتنفيذ الهجوم بطائرات بدون طيار. وقال المستشار القانوني محمد المختار: “لا علاقة لقوات الدعم السريع بالطائرات بدون طيار التي استهدفت جيبيت اليوم… إنها نتيجة خلافات داخلية بين الإسلاميين”.
وقالت قوات الدعم السريع إنها ستتفاوض فقط مع الجيش، وليس مع الإسلاميين الذين يشكلون جزءا كبيرا من الخدمة المدنية.
وأظهرت لقطات نشرها الجيش، يقول إنها صورت في جيبيت بعد حفل التخرج، البرهان محاطًا بالمدنيين المبتهجين الذين يهتفون “جيش واحد، شعب واحد”.
وتعد هذه الغارة هي الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة على مواقع الجيش في الأشهر الأخيرة، والأقرب إلى بورتسودان. وعلى مدار اليومين الماضيين، ضربت غارات بطائرات بدون طيار كوستي وربك وكنانة في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان، بالإضافة إلى الدامر، إلى الشمال من العاصمة، وفقًا لسكان محليين.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي جنودا يسيرون في حفل تخرج قبل سماع صوت أزيز أعقبه صوت انفجار. كما أظهر مقطع آخر سحابة من الغبار وعشرات الأشخاص يركضون.
اندلعت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي في أبريل/نيسان 2023 بسبب خطط دمج القوتين ودور الإسلاميين في الانتقال السياسي نحو الانتخابات.
وتقاسمت القوتان السلطة بشكل غير مريح بعد القيام بانقلاب في عام 2021، مما أدى إلى تعطيل عملية انتقالية سابقة أعقبت الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019.
