استهدفت غارات إسرائيلية مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية خلال الليل، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، ووصفها بأنها “أعنف الضربات” هناك منذ سنوات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت ضربات” استهدفت سلسلة من المواقع بينها وحدات دفاع جوي و”مستودعات صواريخ أرض-أرض”.
وأضاف المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، والذي يعتمد على شبكة مصادر داخل البلاد، أن 18 غارة “استهدفت مواقع استراتيجية على الساحل السوري”.
ووصفت الغارات بأنها “أعنف الضربات في المنطقة الساحلية السورية منذ بدء الضربات عام 2012”.
وتوجد في محافظة طرطوس أيضا قاعدة بحرية تابعة لروسيا، الحليف الوثيق للرئيس بشار الأسد الذي أطاح به مقاتلو المعارضة الإسلامية قبل ما يزيد قليلا عن أسبوع بعد سيطرتهم على مساحات واسعة من البلاد في هجوم خاطف.
وفي قرية بملكة على التلال المطلة على طرطوس، رأى صحافي في وكالة فرانس برس طرقا مليئة بالزجاج المهشم وشظايا الأبواب الدوارة.
وأدت قوة الانفجارات إلى اقتلاع أوراق أشجار الزيتون في البساتين المحيطة بالقرية، وما زال الدخان يتصاعد من سفوح التلال القريبة.
وقال سكان لوكالة فرانس برس إن الانفجارات بدأت بعد منتصف الليل بقليل واستمرت حتى الساعة السادسة صباحا تقريبا (0300 بتوقيت جرينتش).
وقال ابراهيم أحمد (28 عاما) وهو موظف في مكتب قانوني “كان الأمر أشبه بالزلزال. تحطمت كل نوافذ منزلي.”
قامت أطقم التنظيف بنشر الأشجار المتساقطة التي أغلقت الطريق المؤدي إلى المجتمع التالي. كما عثروا على أجزاء من الصواريخ والقذائف، حتى في الوقت الذي تردد فيه صدى المزيد من الانفجارات في الوادي مع اشتعال النيران في جيوب الذخائر المخزنة.
وقال رجل في منتصف العمر يرتدي سترة زرقاء رفض ذكر اسمه: “لم تنم القرية الليلة الماضية. كان الأطفال يبكون”.
وأضاف أن “معظم الناس غادروا منازلهم بالفعل باتجاه المدينة، والآن فقدوا منازلهم”.
وفي مجمع عسكري قريب، تصاعد الدخان من المخابئ الخرسانية المقوسة التي قطعت سفح التل، وأدت انفجارات ثانوية إلى سقوط شظايا بين الأشجار.
وتناثرت الأجزاء المكسورة من قذائف الهاون والصواريخ وأنابيب إطلاق الصواريخ على سفوح التلال.
وبحسب المرصد، فقد استهدفت 473 غارة إسرائيلية مواقع عسكرية في سوريا منذ أطاح تحالف المعارضة بالأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.