تساءل مسؤول كبير في الأمم المتحدة عن “ما الذي حل بإنسانيتنا الأساسية” في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في غزة وتكافح العمليات الإنسانية للاستجابة لها.
وقالت جويس ميسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، “لا نستطيع التخطيط لأكثر من 24 ساعة مقدما لأننا نكافح لمعرفة الإمدادات التي سنحصل عليها، ومتى سنحصل عليها أو أين سنتمكن من تسليمها”.
وأضافت أمام مجلس الأمن “إن المدنيين يعانون من الجوع والعطش والمرضى والمشردين. لقد تم دفعهم إلى ما هو أبعد مما يمكن لأي إنسان أن يتحمله”.
وتأتي تصريحات مسويا بعد أن اضطرت الأمم المتحدة إلى وقف حركة المساعدات وعمال الإغاثة داخل غزة يوم الاثنين بسبب أمر إخلاء إسرائيلي جديد لمنطقة دير البلح، التي أصبحت مركزا لعمالها.
وقال مسويا إن “أكثر من 88 في المائة من أراضي غزة أصبحت تحت أمر (إسرائيلي) بالإخلاء في مرحلة ما”، مضيفا أن المدنيين “الذين يعيشون في حالة من الغموض” يجبرون على النزوح إلى منطقة تعادل 11 في المائة فقط من قطاع غزة.
وأضافت أن “أوامر الإخلاء تبدو وكأنها تتعارض مع متطلبات القانون الإنساني الدولي”.
أصبحت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية محل تدقيق متزايد مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين، لكن القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في المساعدة في التفاوض على وقف إطلاق النار.
اندلعت المعارك الحالية ردا على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 40602 شخص على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
وقال مسويا “إن ما شهدناه خلال الأشهر الـ11 الماضية… يثير تساؤلات حول التزام العالم بالنظام القانوني الدولي الذي صمم لمنع هذه المآسي”.
“إنه يفرض علينا أن نسأل: ما الذي حدث لحسنا الأساسي للإنسانية؟”
ودعا مسويا مجلس الأمن والمجتمع الدولي على نطاق أوسع إلى استخدام نفوذه لإنهاء الحرب، وحث على إطلاق سراح الرهائن و”وقف إطلاق نار مستدام في غزة”.