اتهم مسؤول في حركة حماس يوم الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض الموافقة على اتفاق هدنة نهائي في غزة، حيث ظل وجود القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية نقطة خلاف رئيسية.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عمر دوستري، لوكالة فرانس برس في وقت متأخر من مساء الخميس، إن فريقا إسرائيليا موجود في القاهرة “للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن”.
لكن ممثلي حماس لم يشاركوا في الاجتماع وقال مسؤول من الحركة حسام بدران لوكالة فرانس برس الجمعة إن إصرار نتنياهو على بقاء القوات على شريط فيلادلفيا الحدودي يعكس “رفضه التوصل إلى اتفاق نهائي”.
وتحاول مصر مع نظيرتيها قطر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية في غزة.
وزار الدبلوماسي الأمريكي الكبير أنتوني بلينكين المنطقة هذا الأسبوع للتأكيد على أهمية التوصل إلى اتفاق.
وأفاد شهود عيان، الجمعة، بوقوع اشتباكات في شمال القطاع، وقصف عنيف في وسط القطاع، وإطلاق نيران دبابات في أقصى الجنوب بالقرب من مدينة رفح.
وقالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من المدنيين فروا مرة أخرى هذا الأسبوع من دير البلح ومدينة خان يونس الجنوبية بعد أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية التي تسبق العمليات العسكرية.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى نزوح نحو 90 في المائة من سكان غزة، في كثير من الأحيان عدة مرات، مما جعلهم محرومين من المأوى والمياه النظيفة وغيرها من الضروريات مع انتشار الأمراض.
– “لا توجد طريقة للعيش” –
وقال مهند هادي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية في وقت متأخر من يوم الخميس إن “المدنيين مرهقون ومرعوبون ويتنقلون من مكان مدمر إلى آخر دون نهاية في الأفق”.
وقال “هذا لا يمكن أن يستمر”.
قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن قواته تمكنت خلال اليوم الماضي من “القضاء على العشرات” من المسلحين حول خان يونس ودير البلح، وسط قطاع غزة.
وفي أبريل/نيسان، سحب الجيش قواته من خان يونس بعد أشهر من القتال المدمر، لكنه وجد نفسه مضطرا لاستئناف العمليات هناك، مما جعل المدنيين يشعرون بأنهم ليس لديهم مكان يلجأون إليه.
“هذه ليست طريقة للعيش”، قال هيثم عبد العال.
وأدى الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل إلى اندلاع الحرب وأسفر عن مقتل 1199 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 40265 فلسطينيا في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
كما اختطف مسلحون فلسطينيون 251 رهينة، بقي منهم 105 في غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش إنهم قتلوا.
استعاد الجيش الإسرائيلي رفات ستة رهائن من نفق في منطقة خان يونس هذا الأسبوع، وقال يوم الخميس إنه تم العثور على رصاصات في أجسادهم، مما يشير إلى أنهم تعرضوا لإطلاق النار.
وقال متحدث عسكري إن التحقيق مستمر في ظروف وفاتهم.
– “الآن هو الوقت” –
وتكثفت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في غزة وتجنب حرب أوسع نطاقا في أعقاب مقتل اثنين من كبار المسلحين المدعومين من إيران، وهو ما أثار تهديدات بالانتقام من طهران وحلفائها، الذين ألقوا باللوم على إسرائيل.
قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، خلال قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لها لرئاسة الولايات المتحدة في شيكاغو، إن “الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار”.
وكانت أساس المحادثات هو الإطار الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر شهر مايو/أيار، والذي وصفه بأنه مقترح إسرائيلي.
وتتضمن الخطة المكونة من ثلاث مراحل في البداية تبادل الأسرى مع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خلال ما وصفه بايدن بـ “وقف إطلاق نار كامل وشامل” يستمر ستة أسابيع.
وتنص الخطة على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من “جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة”.
وقال بلينكن خلال جولته الإقليمية إن نتنياهو قبل “اقتراحاً انتقالياً” أميركياً لهدنة “واضحة للغاية بشأن الجدول الزمني ومواقع” الانسحاب الإسرائيلي.
وأكد بدران، المسؤول في حركة حماس، الجمعة، أن حماس “قبلت خطة بايدن” التي طرحها في الأصل، وقال إن واشنطن يجب أن تضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار.
وقال بدران إن حماس لن تقبل “بأقل من انسحاب القوات المحتلة بما في ذلك فيلادلفيا”.
ورفض مكتب نتنياهو، الذي يعتمد ائتلافه اليميني المتشدد على دعم الأعضاء المعارضين للهدنة، التقارير الإعلامية التي أفادت بأن “نتنياهو وافق على انسحاب إسرائيل” من ممر فيلادلفيا، ووصفها بأنها “غير صحيحة”.
ويرى رئيس الوزراء أن السيطرة على الشريط الحدودي على طول الحدود المصرية ضرورية لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها.
– انقاذ البحر الاحمر-
ويواجه نتنياهو احتجاجات منتظمة من جانب أنصار الرهائن الذين يطالبون بإبرام اتفاق لإعادة الأسرى إلى ديارهم.
وفي تل أبيب، يوم الجمعة، أبدى الإسرائيليون تشاؤمهم بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق.
وقالت ران سادي (57 عاما): “لقد تم تأجيله عدة مرات”.
وقال إن الاتفاق من شأنه أيضا أن يساعد في تهدئة التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث تبادلت حركة حزب الله اللبنانية والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي.
كما قامت جماعة أخرى مدعومة من إيران تعمل دعما لحركة حماس، وهي جماعة الحوثي في اليمن، بمهاجمة السفن في المياه المحيطة التي تعتبر حيوية للتجارة العالمية منذ أشهر.
حثت الفلبين، الجمعة، بحارتها على تجنب البحر الأحمر، بعد أن أنقذ بحارة من مهمة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي طاقم ناقلة نفط هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر، والذي يتكون معظمه من الفلبينيين.
قالت القيادة المركزية الأمريكية يوم الخميس إن القوات الأمريكية دمرت طائرتين بدون طيار للحوثيين فوق البحر الأحمر وطائرة بدون طيار أخرى في منطقة تسيطر عليها الجماعة المتمردة في اليمن.
بُرْس-إت/
