طرابلس
قال البنك المركزي الليبي يوم الاثنين إنه استأنف عملياته بعد إطلاق سراح مسؤول مصرفي كان قد اختطف في وقت سابق.
أعلن مصرف ليبيا المركزي في بيان أنه “استأنف أعماله” بعد إطلاق سراح رئيس تقنية المعلومات بالمصرف مصعب مسلم “وعودته سالما”.
لكن الوضع ظل مرتبكا رغم ذلك بعد إعلان المجلس الرئاسي، الأحد، أنه اتخذ قرارا بالإجماع بانتخاب محافظ جديد للبنك المركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد، قائلا إن هذه الخطوة تهدف إلى “ضمان استقرار الوضع المالي والاقتصادي في البلاد”، معتبراً أن هذه التغييرات “تأتي لتعزيز قدرة البنك المركزي على القيام بمهامه بكفاءة وضمان استمرارية الخدمات المالية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي”.
عقد محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، اجتماعا موسعا مع رؤساء إدارات المصرف، للإشراف على استئناف العمل بشكل طبيعي، حسب بيان لمكتبه.
وقال محللون إن القرار الذي أصدره المجلس الرئاسي قد تكون له تداعيات سلبية على الوضع المالي والاقتصادي في البلاد، ويعكس ما وصفه البعض بمحاولة من جانب الحكومة في طرابلس فرض سيطرتها الكاملة على البنك المركزي الليبي كثقل موازن لسيطرة سلطات المنطقة الشرقية على حقول وموانئ النفط.
رفض رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خطوة المجلس الرئاسي، وقال إن “صلاحيات المجلس الرئاسي محددة بوضوح”، وإن تعيين المسؤولين على رأس المناصب الحكومية الرئيسية يجب أن يكون “بالاتفاق بين مجلس النواب ومجلس الدولة”.
وقال البنك إن “مجموعة مجهولة” اختطفت من منزله صباح الأحد، مضيفا أنه “سيعلق جميع العمليات” حتى إطلاق سراحه.
ودعا البنك أيضا إلى “وضع حد لهذه الممارسات” وألقى باللوم على “أطراف غير قانونية” “تهدد سلامة موظفيه واستمرارية عمل القطاع المصرفي”.
ويأتي اختطاف المسلم بعد أسبوع من محاصرة مقر البنك المركزي في طرابلس من قبل مسلحين، قبل أن يتفرقوا، بحسب التقارير.
وقالت وسائل إعلام محلية إنهم فعلوا ذلك في محاولة لإجبار المحافظ الكبير على الاستقالة.
ويواجه الكبير، الذي تولى منصبه منذ عام 2012، انتقادات، بما في ذلك من شخصيات مقربة من رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، بشأن إدارة موارد ليبيا النفطية وميزانية الدولة.
وخلال اجتماع عقده الأسبوع الماضي في تونس مع السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، قال الكبير إن هناك “تهديدات متزايدة لأمن” البنك وموظفيه.
وقال نورلاند في وقت لاحق في منشور على موقع X إن محاولات الإطاحة بالكبير “غير مقبولة” وحذر من أن استبداله “بالقوة يمكن أن يؤدي إلى فقدان ليبيا القدرة على الوصول إلى الأسواق المالية الدولية”.
وقال نورلاند إن المواجهة في طرابلس “تسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي يفرضها الجمود السياسي في ليبيا”.
وتكافح ليبيا، التي يبلغ عدد سكانها 6.8 مليون نسمة، للتعافي من سنوات من الصراع بعد الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011 والتي أطاحت بالحاكم القديم معمر القذافي.
وتظل ليبيا منقسمة بين حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها العاصمة طرابلس بقيادة الدبيبة وإدارة منافسة في الشرق يدعمها الرجل القوي العسكري خليفة حفتر.
ورغم عودة الهدوء النسبي في السنوات الأخيرة، لا تزال الاشتباكات تندلع بشكل دوري بين الجماعات المسلحة العديدة في ليبيا.
وجاء اختطاف مسلم في وقت أثارت فيه التوترات المتصاعدة بين الفصائل المتنافسة مخاوف من تصعيد أوسع نطاقا في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، فإن اختطافه يتبع نمطا معتادا. فمنذ عام 2014، اختطف العديد من موظفي البنك المركزي، بما في ذلك فرد واحد في مناسبتين منفصلتين، ثم أطلق سراحهم لاحقا.