دبي –
أكدت مصر أنها لم تقبل بوجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا، بحسب ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة عن مصدر رفيع المستوى اليوم الاثنين.
كانت نقطة الخلاف الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار في غزة التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر هي إصرار إسرائيل على التواجد في ما يسمى بممر فيلادلفيا.
وفي الأسبوع الماضي، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقارير التي تشير إلى أن إسرائيل تدرس الموافقة على نشر قوة دولية على طول ممر فيلادلفيا.
وقال مكتبه في بيان إن “رئيس الوزراء نتنياهو يصر على مبدأ أن إسرائيل ستسيطر على ممر فيلادلفيا لمنع إعادة تسليح حماس، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لها بتكرار الفظائع التي وقعت في السابع من أكتوبر”.
إن ممر فيلادلفيا، وهو شريط صغير غير معروف من الأرض، هو طريق يمتد على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تلتقي حدود مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
يُطلق على هذا الممر الاستراتيجي اسم “فيلادلفي” نسبة إلى اسم رمزي عسكري إسرائيلي تم اختياره عشوائيًا، وهو عبارة عن منطقة عازلة بطول 14 كيلومترًا وعرض 100 متر. وقد تم إنشاؤه وفقًا لبنود اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978 بين مصر وإسرائيل. ويُعرف أيضًا باسم “ممر صلاح الدين”.
ويهدف محور فيلادلفيا إلى منع التسلل المسلح، والسيطرة على حركة الفلسطينيين في كلا الاتجاهين، ومنع التهريب والاتجار بالأسلحة بين سيناء المصرية وقطاع غزة.
وقد ظل هذا الممر، الذي يتميز بأسوار الأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية، تحت السيطرة الإسرائيلية حتى انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي من قطاع غزة من جانب واحد في عام 2005.
وقد سمحت اتفاقية فيلادلفيا التي تم توقيعها عام 2005 بين مصر وإسرائيل للقاهرة بنشر قوة مكونة من 750 من حرس الحدود المصري على طول الجانب المصري من المنطقة العازلة.
وكان حرس الحدود هؤلاء أول جنود مصريين يقومون بدوريات في المنطقة منذ حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة مع شبه جزيرة سيناء، والتي أعيدت فيما بعد إلى مصر بموجب اتفاقيات كامب ديفيد.
وقد حددت اتفاقية 2005 بين مصر وإسرائيل بدقة نشر المعدات العسكرية المصرية في هذه المنطقة العازلة: ثماني طائرات هليكوبتر، و30 مركبة مدرعة خفيفة، وأربع سفن دورية ساحلية.
وكانت مهمتهم حراسة الممر على الجانب المصري، وهو الحدود الوحيدة لقطاع غزة خارج السيطرة المباشرة للجيش الإسرائيلي، لمكافحة الإرهاب ومنع التهريب والتسلل.
وعلى الجانب الآخر من الممر، تولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية السيطرة على الممر من الإسرائيليين. ولكن بعد عامين فقط، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة على الممر عندما طُردت من غزة في أعقاب الصراع الذي اندلع في عام 2007 بين مقاتلي فتح ومقاتلي حماس المنافسين.
ورداً على ذلك، فرضت إسرائيل حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، فضلاً عن حظر على القطاع الفلسطيني الخاضع لسيطرة حماس. وشجعت هذه القيود على تطوير نظام من أنفاق التهريب التي تمر تحت المنطقة العازلة بين غزة ومصر، مما أتاح للبضائع والأشخاص عبور الحدود، وهو ما وثقته إسرائيل منذ عام 1983.
ومنذ ذلك الحين، لم يفتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية، والذي يمر عبره الناس والبضائع والمساعدات الإنسانية، إلا بشكل متقطع. وترى إسرائيل هذه المنطقة كمنطقة إمداد حيوية لحماس.
في ديسمبر/كانون الأول 2007، انتقدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني مصر بسبب قيامها بعمل “ضعيف” في وقف تهريب الأسلحة عبر ممر فيلادلفيا.
منذ حرب غزة 2008-2009، المعروفة أيضاً باسم عملية الرصاص المصبوب، كانت الخطط العسكرية الإسرائيلية تدعو إلى احتلال ممر فيلادلفيا من أجل تدمير أنفاق التهريب تحت الأرض. وكان من شأن هذا أن يحاصر قطاع غزة بحكم الأمر الواقع.
وفي أعقاب ثورة 2013 التي أطاحت بالرئيس المصري محمد مرسي، عضو جماعة الإخوان المسلمين، أصبحت القاهرة معادية لحماس، التي اعتبرتها امتدادا فلسطينيا لجماعة الإخوان المسلمين.
شرع الجيش المصري في تدمير مئات الأنفاق التي حُفرت تحت الحدود مع قطاع غزة. وجاء ذلك رداً على حماس، التي اتهمتها القاهرة بزعزعة استقرار سيناء في حين شن الجيش المصري عملية لمكافحة الإرهاب ضد فرع من تنظيم الدولة الإسلامية.
ولتدمير هذا النظام تحت الأرض، قامت مصر بإغراق المنطقة الحدودية عمداً في عام 2015.
