القاهرة
كشفت مصر النقاب عن اكتشافات أثرية جديدة، بما في ذلك مقابر عمرها 4000 عام لكبار المسؤولين وأعمال فنية من عهد الملكة حتشبسوت، في مقبرة قديمة بمدينة الأقصر الشهيرة.
تم الإعلان عن اكتشاف أكثر من 1000 قطعة حجرية مزخرفة على مشارف معبد حتشبسوت الجنائزي، يوم الأربعاء، من قبل قائد الفريق زاهي حواس، عالم الآثار المصري ووزير الآثار السابق الذي يقود عمليات التنقيب في الموقع منذ عام 2022.
تم العثور على القطع الأثرية، التي تم اكتشافها خلال عملية تنقيب استمرت ثلاث سنوات، في منطقة الدير البحري في جبانة طيبة على الضفة الغربية لنهر النيل.
وتعود النتائج إلى عصر الأسرة الخامسة عشرة (1650-1550 قبل الميلاد) إلى الأسرة الثامنة عشرة القوية (1550-1292 قبل الميلاد)، والتي ضمت الفراعنة مثل الملكة حتشبسوت والملك توت عنخ آمون.
اكتشف علماء الآثار أجزاء سليمة من الجدار الأساسي لمعبد وادي الملكة حتشبسوت الفرعونية في الأقصر، ومقبرة الملكة تيتي شيري القريبة، جدة أحمس الأول، أول فرعون في عصر المملكة الحديثة الذهبي في مصر.
وكانت ملكة الأسرة الثامنة عشرة حتشبسوت، التي توفيت حوالي عام 1458 قبل الميلاد، واحدة من حفنة صغيرة من النساء اللاتي حكمن مصر. تم هدم معبد الوادي الخاص بها عمداً بعد قرون.
وقال حواس: “هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها 1500 قطعة مزخرفة، أجمل المناظر التي رأيتها في حياتي بالألوان”.
وكشف الفريق عن جزء سليم من أساسات معبد الوادي للمجمع الجنائزي للملكة حتشبسوت، بالإضافة إلى أعمال فنية معقدة تم تقديمها بنقوش بارزة ونقوش حية بألوان محفوظة بشكل ملحوظ.
وتصور بعض القطع المزخرفة البالغ عددها 1500 قطعة الملكة وخليفتها تحتمس الثالث، وهما يؤديان طقوسًا مقدسة.
وقال حواس، الذي كشف بنفسه عن الاكتشافات الجديدة في المعبد: “(إنه) أجمل مشهد رأيته في حياتي”.
وقال للصحفيين: “هذه هي المرة الأولى التي لدينا فيها برنامج نهائي لزخرفة معبد يرجع تاريخه إلى الأسرة الثامنة عشرة”.
وتحت أساس المعبد، اكتشف علماء الآثار أيضًا مجموعة أصلية من الأدوات الاحتفالية منقوش عليها اسم الملكة حتشبسوت.
وشملت الاكتشافات الرئيسية الأخرى المقابر المنحوتة في الصخر لكبار مسؤولي الدولة الوسطى ومقبرة “المشرف على القصر” للملكة تيتيشيري من الأسرة الثامنة عشرة.
وكانت تتيشيري جدة الملك أحمس الأول، الذي طرد الهكسوس، وهم شعب غربي آسيا غزا مصر وسيطروا على دلتا النيل لما يقرب من قرن من الزمان.
كما تم الكشف عن ممرات دفن تحتوي على توابيت خشبية عليها شعار ريش من الأسرة السابعة عشر، بالإضافة إلى مقابر أطفال كاملة بالألعاب.
وحمل لوح من الحجر الجيري الموجود في الموقع اسم سنموت مهندس حتشبسوت، الذي أشرف على بناء المعبد.
وكانت الملكة تيتي شيري، التي عثر على مقبرتها في مكان قريب، جدة أحمس الأول، الذي حرر مصر من شعوب الهكسوس الذين غزوا مصر عبر سيناء إلى الشرق. توفيت في السنة التاسعة من حكم أحمس، قبل قرن من حكم حتشبسوت.
تم نحت القبر البسيط في الصخر وكان يقع في نهاية كنيسة صغيرة مقببة من الطوب اللبن مع رسومات جدارية حمراء مرسومة على طبقة من الملاط الأبيض.
وجاء إعلان الأربعاء في الوقت الذي كثفت فيه مصر جهودها لإنعاش قطاع السياحة، وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية لاقتصاد البلاد المتعثر.
واستقبلت مصر العام الماضي 15.7 مليون سائح وتستهدف جذب 18 مليونا هذا العام.