القاهرة –
إن التحديات الوطنية والدولية الملحة تجبر الحكومة المصرية على توسيع صلاحيات الجيش بشكل يسمح رسمياً للجيش بالتحرك السريع للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل البلاد وحماية مرافق الدولة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والتدهور الاقتصادي. واحتمال اتخاذ إجراءات صارمة قد تثير الغضب الشعبي.
وافق مجلس النواب المصري (البرلمان) هذا الأسبوع على مشروع قانون “حماية المرافق الحيوية” المقدم من الحكومة. وهو ما يمنح ضباط القوات المسلحة الرقابة القضائية عندما يتعلق الأمر بالجرائم التي تلحق الضرر باحتياجات المجتمع الأساسية من السلع والمنتجات الغذائية، ويشرك الشرطة المدنية في تأمين المنشآت ومواجهة التهديد الذي يتعرض له مرافق الدولة حفاظا على الأمن القومي.
تريد الحكومة المصرية زيادة تواجد الجيش في الفضاء العام، خاصة مع تزايد الإحباط والغضب من الأزمة الاقتصادية الحالية. ويقول مراقبون إن المصريين يشتكون بصوت أعلى من ارتفاع الأسعار واختفاء بعض السلع. وأضاف المراقبون أن الوضع تفاقم بسبب ظهور تحديات إقليمية، مع الحرب في غزة والصراعات في السودان وليبيا، فضلا عن الخلاف بين مصر وإثيوبيا.
ويتيح القانون الجديد إحالة الجرائم التي تقع على المرافق والمؤسسات العامة الحيوية، والتلاعب بأي نوع من الخدمات والسلع الأساسية، إلى المحاكم العسكرية. وهذا التوجه يدل على زيادة الشدة والحزم في التعامل مع كل من يفكر أو يخطط لإثارة التوترات أو يستخدم الأزمات الحالية لتأجيج الشارع.
وكانت التعديلات التي أدخلت على قانون القضاء العسكري، والتي تضمنت إضافة مستوى من الاختصاص، وهو المحكمة العسكرية لجرائم الاستئناف، قد تمت الموافقة عليها بأغلبية ساحقة من النواب.
تتألف مستويات المحاكم العسكرية الآن من المحكمة العسكرية العليا للاستئناف، والمحكمة العسكرية لجرائم الاستئناف، والمحكمة العسكرية للجرائم، والمحكمة العسكرية لجنح الاستئناف، والمحكمة العسكرية للجنح.
وبموجب القانون، تم تحديد اختصاصهم في النظر في الدعاوى والمنازعات التي تعرض عليهم.
ومنح رئيس مجلس القضاء العسكري صلاحية تنظيم غرف المحكمة العسكرية العليا للاستئناف، فيما منح مدير المحاكم العسكرية صلاحية تنظيم غرف المحاكم العسكرية الأخرى.
وقال مراقبون إن الاعتماد المتزايد على المحاكم العسكرية يشير إلى عدم ارتياح الحكومة إزاء تصاعد الغضب الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية. وأضاف المراقبون أن الحكومة تشعر بالقلق من احتمال استغلال الأزمة من قبل قوى معادية، الأمر الذي يتطلب تدخل الجيش كمؤسسة جديرة بالثقة، قادرة على احتواء أي اضطرابات محتملة في البلاد.
وفي أكتوبر 2021، أقر البرلمان المصري تعديلات تتعلق بمشاركة الجيش في حماية وتأمين المرافق الحيوية، والتي تشمل المرافق مثل أبراج الكهرباء وخطوط الغاز والسكك الحديدية وحقول النفط وشبكات الطرق والجسور. ولم يحدد القانون الجديد قطاعا محددا، مما يمهد لتوسيع صلاحيات المحاكم العسكرية في المجالات المدنية.
وجاء تواجد الجيش المصري في الحياة المدنية مع إعلان حالة الطوارئ التي ألغيت منذ ثلاث سنوات. وتسعى السلطات في مصر إلى حد ما إلى تجنب ربط استدعاء المحاكم العسكرية لضبط الأمور في أوقات الطعون مع استمرار حالة الطوارئ. ويتصاعد الانزعاج من الوضع الحقوقي في البلاد، وتسعى السلطات المصرية إلى تهدئة الرأي العام، سواء محليا أو دوليا، حتى لا تضر هذه المخاوف بالسياحة والاستثمار في البلاد.
وتخشى المعارضة المصرية من أن يتم استخدام القانون الجديد لزيادة المحاكمات العسكرية للمدنيين بما يؤدي إلى تعميق أزمة الحريات السياسية، إذ أصبح القضاء العسكري مسموحا له النظر في الجرائم التي ترتكب ضد المرافق العامة ومن يهدد الأمن والاستقرار أو متورطون في الإضرار بالاحتياجات الأساسية للمصريين.
تأسس القضاء العسكري عام 1966 ويختص بالنظر في القضايا التي يكون الجيش طرفاً فيها أو التي تقع داخل المنشآت العسكرية. لكن التعديلات التشريعية سمحت بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري عن الجرائم المرتكبة ضد المرافق العامة والحيوية أو المتعلقة بالسلع الأساسية، وأغلب قضاة المحكمة من الخبراء في القانون.
ويقول مراقبون إن هناك تأييدا شعبيا لمحاكمة الجرائم المتعلقة بالسلع الأساسية والخدمات الأساسية أمام المحاكم العسكرية لردع الفاسدين والمحتكرين والمتاجرين، في ظل فشل الحكومة ومؤسساتها المدنية الهشة في السيطرة على السوق ومنع الفساد. استغلال الأزمة الاقتصادية.