قال سكان ومسؤولون فلسطينيون إن قتال الشوارع والقصف الإسرائيلي هز مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء بعد يوم من توغل الدبابات الإسرائيلية في وسط المدينة القريبة من الحدود المصرية.
واصل الجيش مهمته لهزيمة حماس في الحرب المشتعلة منذ 7 أكتوبر، على الرغم من الاحتجاج العالمي الذي اشتد بعد غارة قاتلة أشعلت النار في مخيم مزدحم ليلة الأحد.
وكان من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لليوم الثاني من المحادثات الطارئة في نيويورك بعد أن أثار الهجوم الذي وقع تلك الليلة حريقا مشتعلا قال مسؤولون في غزة إنه أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة نحو 250 آخرين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من بين العديد من القادة الذين أعربوا عن اشمئزازهم من الوفيات والمذابح، مطالبين “بوقف هذا الرعب”.
لكن القتال اندلع مرة أخرى في رفح حيث قال مراسل فرانس برس إن معارك الشوارع اندلعت وأطلقت مروحية إسرائيلية نيران مدافعها وصواريخها على أهداف في وسط المدينة.
وقال الجناح العسكري لحماس إنه أطلق صواريخ على القوات الإسرائيلية.
وقال عبد الخطيب، أحد سكان رفح، إن “الناس حاليا داخل منازلهم لأن أي شخص يتحرك يتعرض لإطلاق النار من قبل الطائرات الإسرائيلية بدون طيار”.
وقال الجيش إن ثلاثة جنود قتلوا في رفح يوم الثلاثاء ليرتفع إلى 292 عدد القتلى في الحملة العسكرية على غزة منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر.
وكانت الولايات المتحدة من بين الدول التي حثت إسرائيل على الامتناع عن شن هجوم واسع النطاق على رفح، آخر مدينة في غزة تشهد قتالاً برياً، بسبب المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
لكن البيت الأبيض قال الثلاثاء إنه حتى الآن لم ير إسرائيل تتجاوز “الخطوط الحمراء” التي وضعها الرئيس جو بايدن، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: “لم نرهم يقتحمون رفح”.
وقال كيربي في مؤتمر صحفي “لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة وأعداد كبيرة من القوات في طوابير وتشكيلات في نوع من المناورة المنسقة ضد أهداف متعددة على الأرض”.
– ارتفاع حصيلة القتلى –
ويفر تدفق مستمر من المدنيين من رفح، النقطة الساخنة الجديدة في الحرب المرهقة، ويحمل العديد منهم أمتعتهم على أكتافهم، في السيارات أو على عربات تجرها الحمير.
وقبل بدء الهجوم على رفح في 7 مايو/أيار، حذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 1.4 مليون شخص يحتمون بالمدينة. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مليون شخص فروا من المنطقة منذ ذلك الحين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الذي وقع يوم الأحد والنيران المشتعلة بأنه “حادث مأساوي” بينما قال الجيش إنه استهدف مجمعا لحماس وقتل عضوين بارزين في الحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الهجوم، وقال المتحدث باسمه دانييل هاغاري يوم الثلاثاء إن “ذخائرنا وحدها لا يمكن أن تشعل حريقا بهذا الحجم”.
وقال محمد المغير المسؤول في الدفاع المدني في غزة إن 21 شخصا آخرين قتلوا في غارة مماثلة الثلاثاء “استهدفت خيام النازحين” غرب رفح.
ونفى الجيش ذلك، وقال إنه “لم يقصف المنطقة الإنسانية في المواصي”، في إشارة إلى المنطقة التي خصصها لإيواء النازحين من رفح.
واندلعت حرب غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل 1189 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما احتجز المسلحون 252 رهينة، لا يزال 121 منهم في غزة، من بينهم 37 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 36171 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
كما ضربت عمليات قصف ومعارك جديدة مناطق أخرى في غزة، وهي المنطقة المحاصرة التي يبلغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة.
وفي الشمال، أطلقت مركبات عسكرية إسرائيلية نيرانا كثيفة شرق مدينة غزة، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس، في حين أفاد سكان بغارات جوية على أجزاء من جباليا.
وقال جهاز الدفاع المدني إنه تم انتشال ثلاث جثث من منزل عائلة في مدينة خان يونس جنوبي البلاد بعد تعرضه للقصف.
– مجلس الأمن الدولي –
بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الحرب الأكثر دموية في غزة، واجهت إسرائيل معارضة أعلى من أي وقت مضى، فضلا عن قضايا أمام محكمتين دوليتين مقرهما هولندا.
وقدمت الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار تحترمه جميع الأطراف” والإفراج عن جميع الرهائن.
ولم يحدد سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع متى يأمل في طرح مشروع القرار للتصويت.
وأعرب السفير الصيني فو كونغ عن أمله في التصويت هذا الأسبوع “لأن الحياة في الميزان”.
وقال السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير “لقد حان الوقت لكي يتخذ هذا المجلس إجراء. إنها مسألة حياة أو موت. إنها مسألة طارئة”.
وعندما سئلت السفيرة الامريكية ليندا توماس جرينفيلد عن مشروع القرار قالت “نحن ننتظر رؤيته وبعد ذلك سنرد عليه.”
وفي الوقت نفسه، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمم المتحدة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة في رفح.
وقال أردوغان لنواب من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه: “إن الأمم المتحدة لا تستطيع حتى حماية موظفيها”. “ماذا تنتظرون لتتحركوا؟ روح الأمم المتحدة ماتت في غزة.”
بور-JD/FZ/Kir
