لقى ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين مصرعهم وأصيب 91 آخرون فى معارك ضارية بالأسلحة النارية مع القوات الإسرائيلية فى مدينة جنين بشمال الضفة الغربية يوم الاثنين. وهذه الاشتباكات هي الأحدث في أكثر من عام من العنف بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن سبعة جنود إسرائيليين أصيبوا أيضا في اشتباكات يوم الاثنين.
وتعرفت وزارة الصحة الفلسطينية على أربعة من الضحايا وهم: خالد عيسى (21 عاما) ، وقاسم أبو سارية (29 عاما) ، وقيس جبارين (21 عاما) ، وأحمد صقر (15 عاما). وأضافت أن عشرات الجرحى في حالة حرجة.
اندلعت الاشتباكات في الصباح الباكر بعد أن شنت القوات الإسرائيلية غارة في جنين لاعتقال فلسطينيين مطلوبين أحدهما نجل أحد قادة حماس المسجونين ، حسبما ذكرت قناة الجزيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت لنيران كثيفة خلال العملية التي ردوا عليها بالذخيرة الحية. استهدف مسلحون فلسطينيون في المدينة آليات عسكرية بعبوات ناسفة أثناء خروج القوات من المنطقة. أطلقت مروحيات أباتشي الإسرائيلية صواريخ على أهداف فلسطينية في غارات جوية نادرة في القطاع ، وهي الأولى منذ الانتفاضة الفلسطينية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن “مروحياته فتحت النار باتجاه المسلحين للمساعدة في إخراج القوات” بعد “إلقاء أعداد كبيرة من العبوات الناسفة على القوات”.
قُتل نحو 123 فلسطينيا منذ بداية هذا العام ، وفقا لأرقام فلسطينية ، حيث تشن القوات الإسرائيلية غارات شبه يومية على مدن وبلدات الضفة الغربية بحثا عن مسلحين متهمين بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات الأخيرة التي استهدفت إسرائيليين. قتلت الهجمات الفلسطينية 21 إسرائيليًا منذ أوائل عام 2023 حتى 12 يونيو ، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.
وسعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي التي تتخذ من غزة مقرا لها نفوذها في الضفة الغربية ، حيث قاتل العديد من النشطاء القوات الإسرائيلية باسمهم. كما ظهرت عدة مجموعات مسلحة لقتال التوغلات الإسرائيلية ، بما في ذلك مجموعة عرين الأسد وكتيبة جنين في سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
نحيي مقاتلينا من أجل الحرية في كتيبة جنين ونؤكد عزمنا على مواصلة القتال. وقالت الجهاد الإسلامي في بيان على موقعها على الإنترنت إن تهديدات العدو لن تخيفنا ولن تثني سرايا القدس عن أداء واجبها.
وزعمت الجماعة في بيان آخر أن ثلاثة من مقاتليها كانوا من بين القتلى في اشتباكات يوم الاثنين.
وتعليقًا على العنف أيضًا ، شددت حماس على حق المقاومة في محاربة “الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة ، بما في ذلك الكفاح المسلح”.
وأضافت الحركة في بيان على موقعها على الإنترنت أن “المقاومة الفلسطينية لن يتم سحقها وستظل مستعدة دائمًا للدفاع عن شعبها وأرضها ضد هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي بأي ثمن”.
حماس في إيران
وتزامن التصعيد في جنين مع زيارة وفد رفيع المستوى من حماس لطهران صباح الاثنين. ومن المقرر أن يجري الوفد الذي يرأسه إسماعيل هنية الرئيس السياسي لحركة حماس محادثات مع القادة الإيرانيين بشأن آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
وتوجه قادة الجهاد الإسلامي إلى طهران الأسبوع الماضي. التقى الأمين العام للحركة ، زياد النخالة ، الأربعاء الماضي ، بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ، الذي أشاد بالجماعة المسلحة وآخرين.
وقال خامنئي عن اشتباكات أيار / مايو بين فصائل غزة وإسرائيل أن “قوة ومصداقية فصائل المقاومة الفلسطينية والجهاد الإسلامي تزداد يوما بعد يوم ، وهزيمة النظام الصهيوني الأخيرة في حرب الأيام الخمسة تؤكد ذلك”.
واستضاف الرئيس الإيراني إبراهيم الرئيسي ، الأحد ، نخالة في طهران. وجدد دعم بلاده للشعب الفلسطيني وقضيته التي قال إنها قضية كل المسلمين.
لسنوات ، كانت إيران أحد الداعمين الرئيسيين للفصائل الفلسطينية ، وتحديداً حماس ، على الرغم من بعض الانتكاسات بسبب الحرب الأهلية السورية. قدمت الجمهورية الإسلامية الأسلحة والتمويل للفصائل كجزء من حربها الأيديولوجية ضد إسرائيل وبالتالي الولايات المتحدة ، وكلاهما تصفهما بـ “أعداء الإسلام”.
