برلين
قالت السلطات إن سائقاً صدم بسيارته حشداً كبيراً من المحتفلين في سوق عيد الميلاد بوسط ألمانيا مساء الجمعة، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من 60 قبل إلقاء القبض عليه.
وقال راينر هاسيلوف، رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت، إن أحد القتلى طفل صغير. ووقع الحادث في ماغديبورغ، عاصمة الولاية، على بعد 150 كيلومترا غرب برلين.
وقال هاسيلوف: “إنها كارثة على مدينة ماغدبورغ وعلى الولاية وعلى ألمانيا بشكل عام”، مضيفاً أن عدد القتلى قد يرتفع نظراً لخطورة بعض الإصابات.
ووصف هاسيلوف المهاجم بأنه طبيب نفسي يبلغ من العمر 50 عامًا من المملكة العربية السعودية ويقيم إقامة دائمة في ألمانيا، حيث عاش منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
وأضاف: “في ظل الوضع الحالي، نحن نتحدث عن مجرم وحيد، مما يعني أنه لا يوجد أي خطر آخر على المدينة لأننا تمكنا من إلقاء القبض عليه”.
وكان الدافع غير واضح. ولم يكن المشتبه به معروفًا للسلطات الألمانية باعتباره إسلاميًا متطرفًا، وفقًا لإذاعة MDR المحلية.
وقال مصدر سعودي لرويترز إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم الذي قال المصدر إنه نشر آراء متطرفة على حسابه الشخصي على إكس.
وعرف المصدر المشتبه به بأنه طالب عبد الجواد.
وحددت صحيفة دير شبيجل الألمانية المهاجم بأنه طالب أ.، وهو متخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي ومتعاطف مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. ولم تذكر المجلة من أين حصلت على هذه المعلومات.
وأدانت وزارة الخارجية السعودية الهجوم.
وفي أعقاب الحادث، قامت الشرطة بتطهير المنطقة المحيطة بالمركبة للتحقيق في احتمال وجود عبوة ناسفة، حسبما ذكرت إذاعة MDR المحلية. ونقلت في وقت لاحق عن الشرطة قولها إنه لم يتم العثور على مثل هذا الجهاز.
وذكرت صحيفة ميتيلدويتشه تسايتونج المحلية أن عملية للشرطة تجري أيضًا في بلدة بيرنبورج جنوب ماغديبورج، حيث يعتقد أن المشتبه به كان يعيش.
ولم يتسن على الفور الاتصال بالشرطة للتعليق على التقارير المتعلقة بعنصر مشبوه أو العملية في بيرنبورج.
ومن المتوقع أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي أرسل أفكاره إلى المتضررين في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، مكان الحادث يوم السبت مع وزيرة الداخلية نانسي فيزر.
ومع انتشار أنباء الهجوم، انتقد إيلون ماسك، الملياردير المتحالف مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، شولز ودعاه إلى الاستقالة.
ويظهر مقطع فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من موقع فوق السوق سيارة تسير بسرعة وسط حشد من الناس يسيرون بين صفين من أكشاك السوق. ويمكن رؤية الناس وهم يسقطون على الأرض ويهربون.
وأظهرت لقطات بثتها إذاعة محلية أشخاصا ملفوفين بالبطانيات على الأرض يتلقون الرعاية في أعقاب الهجوم.
وفي أواخر الشهر الماضي، نصح فيزر الناس بتوخي الحذر في أسواق عيد الميلاد، والتي كانت محط اهتمام خاص للأجهزة الأمنية كهدف محتمل لهجمات المتطرفين.
قبل ثماني سنوات، صدم أحد طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم وله صلات إسلامية، بشاحنته سوق عيد الميلاد المزدحم في برلين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.