افادت مصادر برلمانية لوكالة فرانس برس اليوم الخميس ان البرلمان التركي لن يجري تصويتا كاملا على طلب السويد الانضمام الى حلف شمال الاطلسي (ناتو) قبل منتصف كانون الثاني/يناير المقبل.
وافقت لجنة الشؤون الخارجية يوم الثلاثاء على انضمام السويد إلى التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، مما يضع نهاية في الأفق للمواجهة المستمرة منذ 19 شهرا والتي أثارت غضب شركاء تركيا الغربيين.
ويتعين الآن التصويت عليه من قبل البرلمان المؤلف من 600 مقعد، حيث يتمتع الائتلاف الحاكم للرئيس رجب طيب أردوغان بالأغلبية. وسيحتاج الرئيس بعد ذلك إلى التوقيع عليه ليصبح قانونًا.
وعلى الرغم من أن حزب أردوغان قد يدعو إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة هذا الإجراء، فمن المرجح أنه سينتظر إلى ما بعد عودة البرلمان المقررة في 15 يناير.
تخلت الدولة الشمالية، مع جارتها فنلندا، عن عقود من عدم الانحياز العسكري وسعت إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وكانت تركيا والمجر العضوين الوحيدين في الناتو الذين عارضوا طلباتهم. وفي النهاية رضخت تركيا عن فنلندا، لكنها استمرت في اتهام السويد بالفشل في قمع الجماعات الكردية المنفية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”.
-“الوفاء بالالتزامات”-
وشددت السويد تشريعاتها لمكافحة الإرهاب ردا على الضغوط التركية، ورفع أردوغان اعتراضاته على طلب السويد في قمة الناتو في يوليو/تموز، بينما ضغط من أجل الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة.
وجعل أردوغان تصديق تركيا على طلب السويد مشروطا بموافقة الكونجرس الأمريكي “بالتزامن” على طلب أنقرة الحصول على 40 طائرة من طراز إف-16 وقطع غيار.
وعلى الرغم من وعد الإدارة الأمريكية بالمضي قدمًا في عملية البيع، إلا أن موافقتها قوبلت بمقاومة من الكونجرس.
قال مصدر دبلوماسي إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ناقش عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من موافقة اللجنة البرلمانية على البروتوكول.
وقال فيدان لبلينكن إن تركيا تتوقع الآن من الإدارة الأمريكية والكونغرس “التصرف بما يتماشى مع روح التحالف والوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها” فيما يتعلق بطائرات إف-16.
أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بموافقة اللجنة البرلمانية على طلب السويد للانضمام إلى الناتو، وحث تركيا والمجر الرافضة على استكمال تصديقهما “في أقرب وقت ممكن”.
وصرح مصدر برلماني آخر لوكالة فرانس برس أنه نظرا لأن البرلمان سيكون في عطلة لمدة أسبوعين، فإن الجدول الزمني أيضا “يعتمد على المفاوضات مع الأميركيين”.
