قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إن حماس رفضت كل عناصر الاقتراح الخاص بوقف إطلاق النار في غزة والذي من شأنه أن يساعد في تسهيل إطلاق سراح الرهائن.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي “رفضت حماس كل شيء… وآمل أن يتغير ذلك لأنني أريد خروج هؤلاء الرهائن”، مثيرا الشكوك حول إمكانية تحقيق انفراجة بعد يوم من إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن “الوقت حان لإتمام هذا الاتفاق”.
وقال نتنياهو “نحن نحاول إيجاد منطقة لبدء المفاوضات”.
“إنهم (حماس) يرفضون القيام بذلك… (قالوا) ليس هناك ما يمكن الحديث عنه”.
وتعرض نتنياهو لضغوط محلية ودولية متزايدة لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بعد أن أعلنت السلطات يوم الأحد عن مقتل ستة أشخاص تم انتشال جثثهم من نفق في جنوب غزة.
وقال نتنياهو يوم الاثنين إن القوات الإسرائيلية ستحتفظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة، متعهدا “بعدم الاستسلام للضغوط” بشأن هذه القضية.
وتطالب حماس، التي أدى هجومها غير المسبوق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل إلى بدء الحرب، بانسحاب إسرائيلي كامل من المنطقة كجزء من المحادثات المتوقفة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الأربعاء، كرر نتنياهو موقفه بشأن ممر فيلادلفيا، قائلاً إن التنازل عن السيطرة سيسمح لحماس بتهريب الأسلحة إلى الداخل وإخراج الرهائن و”الإرهابيين”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى شيء للضغط عليهم، لمنعهم، للضغط عليهم لإطلاق سراح الرهائن المتبقين”.
“لذا إذا كنت تريد إطلاق سراح الرهائن، عليك السيطرة على ممر فيلادلفيا.”
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين الأربعاء إن واشنطن تعترف “بالاحتياجات الحقيقية التي لدى إسرائيل لضمان عدم حدوث تهريب عبر ممر فيلادلفيا”، لكنه قال “نعتقد أن هناك طرقا لمعالجة” هذه القضية.
وقال ميلر إن التوصل إلى اتفاق “سوف يتطلب المرونة من جانب حكومة إسرائيل، تماماً كما سيتطلب من حماس أن تجد أخيراً طريقة للوصول إلى نعم”.
من جانبه، قال نتنياهو إنه سيكون “مرنا عندما أستطيع” و”حازما عندما يتعين علي أن أكون”.
– “الشيء كله” لم يتم حله –
وأكد أيضا أن النقاش حول ممر فيلادلفيا لم يكن نقطة الخلاف الوحيدة.
وأضاف أن هناك أسئلة أخرى لم يتم الرد عليها بشأن عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن الرهائن، وما إذا كانت إسرائيل قادرة على الاعتراض على إطلاق سراح سجناء معينين، وأين ينبغي أن يذهب السجناء المفرج عنهم.
وقال “لم يتم حل الأمر برمته”.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين بما في ذلك بعض الرهائن الذين قتلوا في الأسر، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 رهينة اختطفهم مسلحون فلسطينيون خلال الهجوم، بقي 97 في غزة، بما في ذلك 33 تقول القوات الإسرائيلية إنهم ماتوا. وتم إطلاق سراح العشرات خلال هدنة لمدة أسبوع واحد في نوفمبر/تشرين الثاني ـ وهي الهدنة الوحيدة حتى الآن.
وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة حتى الآن عن مقتل 40861 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن معظم القتلى من النساء والأطفال.
وفي الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن إسرائيلية هذا الأسبوع، ألقى منتقدو نتنياهو باللوم عليه في مقتل الرهائن، قائلين إنه رفض تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع إنه لا يعتقد أن نتنياهو يبذل جهدا كافيا لتحرير الرهائن.
وفي يوم الأربعاء أيضا، صعد وزير إسرائيلي من اليمين المتطرف الضغوط على نتنياهو لإنهاء المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل.
وكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير على موقع التواصل الاجتماعي “X”: “الدولة التي يُقتل رهائنها الستة بدم بارد لا تتفاوض مع القتلة، بل تنهي المحادثات، وتوقف نقل الوقود والكهرباء، وتسحقهم حتى ينهاروا”.
