القدس/ واشنطن
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، موافقته على صفقة الغاز مع مصر، التي وصفها بأنها “أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل”.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد تم التوصل إلى الصفقة بعد ضغوط من الولايات المتحدة التي تسعى إلى تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل.
وقال نتنياهو في بيان متلفز “لقد وافقت اليوم على أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل. تبلغ قيمة الصفقة 112 مليار شيكل (34.67 مليار دولار)”.
وأضاف أن الاتفاق، الذي تم تأجيله بسبب بعض “القضايا العالقة”، سيساعد في تأمين “الاستقرار في المنطقة”.
وقال مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس الإخباري: “هذه فرصة كبيرة لإسرائيل. فبيع الغاز لمصر سيخلق الترابط، ويقرب الدول من بعضها البعض، ويخلق سلامًا أكثر دفئًا ويمنع الحرب”.
وبحسب ما ورد أبلغ البيت الأبيض نتنياهو أنه سيعمل على تسهيل لقاء بينه وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إذا وافق على الصفقة.
وورد أن نتنياهو سيعقد “اجتماعا ثلاثيا” مع السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا نهاية الشهر الجاري.
وتوترت العلاقات بين مصر وإسرائيل في الأشهر الأخيرة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة وسط رفض القاهرة لما اعتبرته خطط نتنياهو لإخراج الفلسطينيين من القطاع إلى شبه جزيرة سيناء.
وفي حين أن ترامب ونتنياهو سيرحبان بالمكاسب السياسية التي قد تنجم عن لقاء السيسي ونتنياهو وجهاً لوجه، لا يبدو أن الزعيم المصري حريص على إعطاء موافقته على مثل هذا اللقاء.
وتقول مصادر في القاهرة إنه يفضل تصوير الصفقة على أنها مسألة اقتصادية بحتة تمليها الضرورة وليس على أنها انعكاس لاستعداد بلاده لتحسين العلاقات مع إسرائيل.
ومن المفترض أن يخفف الاتفاق بشكل أساسي من أزمة الطاقة في مصر، التي أنفقت مليارات الدولارات على استيراد الغاز الطبيعي المسال منذ أن أصبحت إمداداتها أقل من الطلب.
ووفقا للمحللين، فإن السيسي يشعر بالقلق من التأثير السياسي السلبي المحتمل في الداخل من أي علامة على التقارب مع إسرائيل، حيث لم يتوقف الرأي العام المصري عن التعبير عن غضبه من التصرفات الإسرائيلية في غزة.
قال متحدث باسم شركة شيفرون يوم الأربعاء إن الشركة ترحب بقرار إسرائيل إصدار تصريح لتصدير الغاز الطبيعي من مكمن ليفياثان إلى مصر.
وقالت الشركة الأمريكية في نوفمبر إنها تقترب من قرار استثماري نهائي لتوسيع حقل غاز ليفياثان قبالة ساحل إسرائيل على البحر المتوسط، لكنها تنتظر الحصول على تصريح إسرائيلي لتصدير الغاز إلى مصر.
وقالت نيوميد في بيان إنه بموجب الاتفاق، سيبيع ليفياثان، الذي تبلغ احتياطياته نحو 600 مليار متر مكعب، نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 أو حتى الوفاء بجميع قيم العقود.
ووقعت إسرائيل اتفاقية تصدير الغاز في أغسطس مع شركة شيفرون وشركائها NewMed وRatio، لتزويد مصر بما يصل إلى 35 مليار دولار من الغاز من حقل ليفياثان للغاز الطبيعي.
وبدأ إنتاج مصر في التراجع عام 2022، مما أجبرها على التخلي عن طموحاتها في أن تصبح مركزا إقليميا للإمدادات. وقد لجأت بشكل متزايد إلى إسرائيل لتعويض النقص.