شياجو (الولايات المتحدة)
قبلت نائبة الرئيس كامالا هاريس رسميًا ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس يوم الخميس بدعوة حماسية لإنهاء الحرب في غزة ومحاربة الطغيان في جميع أنحاء العالم، مما أثار تباينًا حادًا مع الجمهوري دونالد ترامب.
وقالت هاريس “في الصراع المستمر بين الديمقراطية والاستبداد، أعرف أين أقف وأعرف أين تنتمي الولايات المتحدة”، متهمة ترامب بالخضوع للديكتاتوريين.
في الليلة الأخيرة والأكثر ترقبا من المؤتمر الذي عقد في شيكاغو على مدى أربعة أيام، وعدت هاريس (59 عاما) برسم “طريق جديد إلى الأمام” بينما تدخل هي وترامب (78 عاما) الأسابيع الحادية عشر الأخيرة من الحملة الانتخابية المتقاربة.
وعلى الصعيد الوطني، تتقدم هاريس على ترامب بنسبة 46.6 في المائة مقابل 43.8 في المائة، وفقًا لتجميع استطلاعات الرأي التي أجراها موقع FiveThirtyEight.
وقد حدد الخطاب بعض المبادئ السياسية العامة، الخارجية والداخلية، لكنه ترك تفاصيل محددة غير مذكورة والتي قد تتعرض لضغوط لتقديمها في الأسابيع المقبلة.
بعد أيام من الاحتجاجات من جانب المؤيدين الفلسطينيين الذين شعروا بخيبة الأمل لعدم حصولهم على مكان للتحدث في المؤتمر، قدمت هاريس تعهدا بتأمين إسرائيل وإعادة الرهائن إلى ديارهم من غزة وإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
وقالت وسط هتافات الحاضرين: “الآن هو الوقت المناسب لإبرام صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار. واسمحوا لي أن أكون واضحة، سأدافع دائمًا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسأضمن دائمًا أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها”.
وأضافت “إن ما حدث في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية مدمر. فقدنا العديد من الأرواح البريئة، وهرب العديد من الناس اليائسين الجائعين بحثاً عن الأمان مراراً وتكراراً. إن حجم المعاناة مفجع”.
“إن الرئيس بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب حتى تصبح إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من إدراك حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير”.
وفي بعض أقوى تصريحاتها بشأن السياسة الخارجية حتى الآن، قالت هاريس إنها ستتخذ أي إجراء ضروري للدفاع عن المصالح الأميركية ضد إيران، ولن تتقرب من الطغاة والدكتاتوريين.
قال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين محبطون إن خطاب كامالا هاريس في ختام المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو فشل في إظهار أي تغيير في الوضع الراهن، بعد أسبوع تم فيه تجاهل القضية الأكثر إثارة للانقسام التي تواجه الحزب إلى حد كبير.
وقال عباس علوية، المؤسس المشارك للحركة الوطنية غير الملتزمة التي حشدت أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، إن هاريس أضاعت فرصة الفوز بهؤلاء الناس، الذين يعيش كثير منهم في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.
وقال علوية لرويترز بعد وقت قصير من قبول هاريس رسميا ترشيح الحزب “ما نحتاجه في هذه اللحظة هو قيادة شجاعة تنفصل عن النهج الحالي”.
وكان المندوبون المسلمون وحلفاؤهم قد طالبوا بالحصول على فرصة للتحدث في وقت الذروة لمناقشة أحدث سفك للدماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
ورفض متحدث باسم الحملة توضيح سبب قرار عدم تحديد موعد لإلقاء متحدث فلسطيني لكلمة في المؤتمر الوطني الديمقراطي. وقال مصدر مطلع على المناقشات إن منظمي المؤتمر الوطني الديمقراطي اتخذوا القرار بالتشاور الوثيق مع حملة هاريس.
ويخشى المطلعون على شؤون الحزب أن تتسبب حرب غزة في خسارة هاريس للأصوات التي تحتاجها في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، التي تضم مدناً يقطنها عدد كبير من المسلمين والعرب الأميركيين، فضلاً عن الحرم الجامعي الذي شهد احتجاجات غزة. ويبدو أن الحزب الديمقراطي الوطني قد حسب أن نفوذ جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل يشكل أهمية أكبر لحملة هاريس.
وعقد المؤتمر في مدينة شيكاغو، موطن أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة، بحسب المعهد العربي الأميركي.
واجهت اللجنة الوطنية الديمقراطية احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين كل يوم في شيكاغو، بما في ذلك آلاف المتظاهرين مساء الخميس قبل خطاب هاريس. وتم اعتقال العشرات خلال الأسبوع.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “لا للحظر لا للتصويت” و”لا لوقف إطلاق النار لا للتصويت”، فيما هتف الآلاف “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”عاشت فلسطين”.
أمضى نحو اثني عشر مندوباً من الحركة الوطنية غير الملتزمة الليلة السابقة على الرصيف خارج المؤتمر للاحتجاج على رفض المؤتمر الوطني الديمقراطي لطلبهم بتعيين متحدث فلسطيني.
ورحبوا بالدعوة إلى وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن التي أطلقها والدا أحد الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة، راشيل جولدبرج وجون بولين، مساء الأربعاء، لكنهم قالوا إنه كان ينبغي منحهم فرصة للتحدث.
وكان اتحاد عمال السيارات المتحد وحركة حياة السود من بين العديد من المجموعات والأفراد الذين أصدروا بيانات دعم للمتظاهرين. وقالت منظمة النساء المسلمات في هاريس-والز على قناة إكس إنها ستوقف عملياتها بعد قرار اللجنة الوطنية الديمقراطية.
“أوضحت اللجنة الوطنية الديمقراطية الليلة الماضية أنها تقدر حياة الفلسطينيين وأصواتهم أقل من الآخرين. ومن غير المقبول إسكات الأصوات الفلسطينية في الوقت الذي يواجهون فيه المجازر والتجويع والتطهير العرقي بتمويل من الولايات المتحدة”، هذا ما قالته حركة “حياة السود”، وهي شبكة تضم أكثر من 150 زعيمًا ومنظمة.
قالت رووا رومان، عضو الهيئة التشريعية في ولاية جورجيا والمندوبة التي أمضت الليل خارج المؤتمر الوطني الديمقراطي، إن منظمي حملة “غير ملتزمين” تفاوضوا مع حملة هاريس لأسابيع وقدموا قائمة بالمتحدثين المحتملين، فقط ليتم رفضهم.
عاد المندوبون غير الملتزمين إلى مركز المؤتمر بأذرع متشابكة مساء يوم الخميس، قبل وقت قصير من كلمة هاريس.
قبل تصريحات هاريس، لم يتم تقديم سوى عدد قليل من الإشارات إلى الحرب من على مسرح المؤتمر الوطني الديمقراطي من قبل بايدن والسيناتورين بيرني ساندرز ورافائيل وارنوك والممثلة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز.
وقال أحد كبار المتبرعين لحملة هاريس، والذي طلب عدم الكشف عن هويته ليكون صريحًا بشأن محادثاته الخاصة مع الحملة، إنهم قلقون من أنه بدون اتفاق وقف إطلاق النار في الأمد القريب وتصريحات واضحة من هاريس حول إنهاء الحرب وحماية المدنيين، قد تندلع الاحتجاجات في الحرم الجامعي مرة أخرى عندما تستأنف الجامعات الدراسة في الأيام المقبلة.
“نحن بحاجة إلى كل صوت”، قال المانح.
