تل أبيب ــ كان القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة على البحر الأحمر في اليمن في العشرين من يوليو/تموز بمثابة رسالة إلى إيران، من خلال إظهار المدى المدمر للطائرات المقاتلة الإسرائيلية، أكثر من كونه محاولة لردع المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على الموقع.
في واقع الأمر، يقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الهجوم، الذي أشعل حرائق مستعرة، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، لن يردع الحوثيين عن مضايقة إسرائيل، بل وربما على نطاق متزايد، كما كانوا يفعلون منذ أشهر. وعلى نحو يعكس هذا التقييم، أطلق الحوثيون بعد ساعات فقط من الهجوم صاروخاً على ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر، اعترضه نظام آرو الإسرائيلي المضاد للصواريخ.
وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير لـ”المونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته: “إنهم في حالة حرب مع كل ما يحيط بهم منذ سنوات عديدة ويعرفون كيف يمتصون القنابل والضحايا. إن الحوثيين عدو غريب. ولا تنطبق عليهم قواعد الردع المعتادة. ولن يردعهم سوى قدر كبير من الضرر”.
ومع ذلك، أضاف المصدر الأمني، أن إسرائيل لم يكن أمامها خيار سوى الرد على الصاروخ الحوثي الذي ضرب قلب تل أبيب قبل يومين، وأسفر عن مقتل أحد سكان المدينة وإصابة ثمانية آخرين.