قالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاثنين إن الغارة الجوية الإسرائيلية الشهر الماضي على ميناء رئيسي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في اليمن كانت “جريمة حرب محتملة” تهدد إمدادات الغذاء والمساعدات لملايين الأشخاص.
وجاء هجوم 20 يوليو/تموز على مدينة الحديدة الساحلية الغربية التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، بعد يوم من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة بدون طيار على المركز التجاري لإسرائيل في تل أبيب.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك إن الغارة على تل أبيب التي قتلت شخصا واحدا قد تشكل أيضا جريمة حرب من جانب الحوثيين.
وأدى الرد الإسرائيلي إلى تدمير سعة تخزين الوقود في ميناء الحديدة، ومقتل تسعة أشخاص على الأقل، بحسب الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن “ستة مدنيين على الأقل” قتلوا في الغارات التي “أسفرت، بحسب التقارير، عن إصابة ما لا يقل عن 80 آخرين”.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن ميناء الحديدة “حيوي لتوصيل الغذاء وغيره من الضروريات للسكان اليمنيين”.
وأضافت أن الأضرار “قد يكون لها تأثير طويل الأمد على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على الميناء للحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية”.
قال الجيش الإسرائيلي إن الحوثيين استخدموا ميناء الحديدة لاستقبال أسلحة إيرانية.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الضربات “ألحقت أضرارا أو دمرت ما لا يقل عن 29 من أصل 41 خزانا لتخزين النفط في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى الرافعتين الوحيدتين المستخدمتين في تحميل وتفريغ الإمدادات من السفن”.
وأضافت أن الهجوم أدى أيضا إلى توقف محطة كهرباء الحديدة عن العمل لمدة 12 ساعة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن “الهجمات يبدو أنها تسببت في أضرار غير متناسبة للمدنيين والأهداف المدنية. والانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب التي ارتكبت عمدا، أي عمدا أو بتهور، تشكل جرائم حرب”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، وهي حملة قالوا إنها تهدف إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين في غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في المنطقة المحاصرة.
وشن الحوثيون أيضًا ضربات على مدن ساحلية إسرائيلية أخرى منذ بدء الحرب.
ويشهد اليمن صراعا مدمرا منذ عام 2014 بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا، بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية.
لقد أدى القتال إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص إما بشكل مباشر أو غير مباشر، وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الضربات الإسرائيلية على الحديدة تهدد بتدهور الأوضاع بالنسبة لملايين اليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون.
وقال نيكو جعفرنيا، الباحث في شؤون اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: “يعاني اليمنيون بالفعل من الجوع على نطاق واسع بعد صراع دام عقدًا من الزمان. وهذه الهجمات لن تؤدي إلا إلى تفاقم معاناتهم”.