اسطنبول
واستسلاما للضغوط الداخلية قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقف التجارة مع إسرائيل وقال الجمعة إن القرار يهدف إلى إجبار الدولة اليهودية على قبول وقف إطلاق النار في غزة.
وجاء القرار، الذي أُعلن عنه يوم الخميس، بعد انتقادات في الداخل بسبب الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل على الرغم من هجومها الدموي على غزة.
وقال أردوغان لمجموعة من رجال الأعمال في اسطنبول: “لقد اتخذنا بعض الإجراءات لإجبار إسرائيل على الموافقة على وقف إطلاق النار وزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة”.
وأضاف: «سنراقب عواقب هذه الخطوة التي اتخذناها بالتنسيق والتشاور مع عالم الأعمال لدينا».
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت تركيا، وهي واحدة من الدول القليلة ذات الأغلبية المسلمة التي حافظت على علاقات رسمية مع إسرائيل، أنها ستقيد الصادرات إلى إسرائيل، والتي تشمل 54 منتجًا من الحديد والصلب إلى وقود الطائرات.
وقال أردوغان يوم الجمعة: “نحن لا نركض وراء العداء أو الصراع في منطقتنا”. “لا نريد أن نرى صراعًا أو دماءً أو دموعًا في جغرافيتنا.
“نحن نعلم الآن أننا فعلنا الشيء الصحيح.”
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية ناجمة عن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث حذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من مجاعة وشيكة.
وينتقد أردوغان بشدة الهجوم الإسرائيلي على غزة بينما يحافظ على علاقات وثيقة مع حماس.
واتهم الحكومة بممارسة “إرهاب الدولة”، ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه “جزار غزة”.
لكن الإجراء التجاري الذي اتخذته تركيا ضد إسرائيل جاء بعد انتقادات داخل البلاد ضد حكومة أردوغان لفشلها في التحرك بشكل عاجل.
وقد تعرض حزبه لهزيمة تاريخية في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس/آذار، وفقد السيطرة على العديد من المدن، وخاصة أمام حزب “الرفاه الجديد” الإسلامي، الذي دعا إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إسرائيل.
وقال أردوغان للصحفيين بعد صلاة الجمعة في اسطنبول إن حجم التجارة التركية الإسرائيلية بلغ 9.5 مليار دولار. “لقد أغلقنا هذا الباب.”
واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، الخميس، أردوغان بانتهاك الاتفاقات بين البلدين بعد إعلان أنقرة تجميد التجارة.
لكن أردوغان قال: “لدينا هدف واحد هنا، وهو إجبار حكومة نتنياهو، التي خرجت عن نطاق السيطرة بدعم عسكري ودبلوماسي غير مشروط من الغرب، على وقف إطلاق النار”.
وأضاف: “إذا تم إعلان وقف إطلاق النار والسماح بدخول كمية كافية من المساعدات الإنسانية إلى غزة، فسيتم تحقيق الهدف”.