الجزائر –
تستعد الجزائر لعام انتخابي مع رئيس كبير في السن ومعارضة لم تقدم بعد مرشحا.
وتواجه الدولة الغنية بالنفط الواقعة في شمال أفريقيا تحديات سياسية واقتصادية متزايدة مع تزايد الاستياء العام. ومع ذلك، يظل من غير الواضح ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية الجزائرية، التي من المرجح أن تعقد في ديسمبر/كانون الأول، سوف تكون مصدر إلهام لحملات انتخابية جادة.
ودعا حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وهو من بين أحزاب المعارضة النادرة التي تحتفظ بحضور شعبي ملحوظ في الجزائر برئاسة عبد المجيد تبون، الحكومة الأسبوع الماضي إلى “وضع الظروف السياسية للنقاش لإيجاد مخرج من الأزمة”.
ومع ذلك، لم يتقدم أي مرشح لتحدي تبون، الزعيم الجزائري البالغ من العمر 78 عامًا والذي تولى السلطة في عام 2019 ولم يعلن عن خطط للترشح لولاية ثانية. وقد حافظ على جو من الغموض، مؤكدا الشهر الماضي أن “الشعب سيقرر اللحظة المناسبة” لمثل هذا الإعلان.
وقد عرض القائد الأعلى للجيش في البلاد، سعيد شنقريحة، الدعم لتبون، مشيدا بـ”المشاريع المنفذة خلال السنوات الأربع الماضية” ودعا إلى “مواصلة هذا العمل”.
وفي الجزائر، يلعب الجيش دوراً رئيسياً، ولو من وراء الكواليس. وساعد سلف شنقريحة، أحمد قايد صالح، في إقالة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة من منصبه في عام 2019، منهيا 20 عاما من حكمه وسط أشهر من المسيرات الاحتجاجية السلمية.
لكن عامل السكك الحديدية المتقاعد حسن العماري قال إن محاولات الحكومة الحالية للفت الانتباه إلى جهود مكافحة الفساد وإنعاش الاقتصاد ورسم مسار جديد للجزائر لم تجد صدى لدى الجميع.
وقال: “اذهب إلى السوق لترى الأسعار بدلاً من الاستماع إلى الدعاية على شاشة التلفزيون العام”. “اللحوم والأسماك من الكماليات بالنسبة لغالبية الجزائريين.”
وجاءت دعوة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للحوار مع من هم في السلطة خلال اجتماع عقد يوم الأحد.
وعقد تبون اجتماعات مع قادة الأحزاب السياسية في البلاد. وعلى الرغم من أن قلة من الناس قد تناولوا موضوع انتخابات هذا العام، إلا أن لويزا حنون، زعيمة حزب العمال الجزائري، قالت إن المناقشات بين الرئيس وقادة الحزب تطرقت إلى “جميع المسائل، دون محرمات”.
وقالت إن تبون منفتح على جميع المقترحات، بما في ذلك مطالب الإصلاحات السياسية والاجتماعية، وتلقى أسئلة حول وضع الصحفي المسجون إحسان القاضي.
إن التحركات الرامية إلى إعادة إشعال الحوار السياسي وإشراك الجزائريين يمكن أن تثير تفاؤلاً حذراً بين بعض قادة الأحزاب، لكن لا يزال لدى الناخبين أسباب كثيرة للبقاء محبطين وغير منخرطين سياسياً.
بعد أكثر من أربع سنوات من وصول تبون إلى السلطة ووعده بالتواصل مع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين ساعدوا في إسقاط سلفه، تواصل الجزائر فرض عقوبات قاسية على الصحفيين والناشطين الذين ينتقدون الحكومة. وأُدين أعضاء في حركة تقرير المصير الانفصالية لمنطقة القبائل (MAK) هذا الشهر بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتقويض أمن الدولة.
لا يزال إنفاق الدولة الجزائرية والاقتصاد الأوسع يعتمدان بشكل كبير على عائدات النفط والغاز. طوال فترة ولاية تبون، عانى اقتصاد البلاد من التضخم والبطالة ونقص الغذاء، وعلى الرغم من الإصلاحات الموعودة، لم تمتد التنمية إلى مناطق خارج المدن الكبرى في البلاد.
وكجزء من ميزانية قياسية لعام الانتخابات، تخطط الحكومة هذا العام لرفع الأجور العامة ومعاشات التقاعد وإنشاء صندوق البطالة للشباب. كما قدمت تخفيضات ضريبية محتملة وحافظت على إعانات الدعم للقطاعات الرئيسية.
وفي بلد يتم فيه مقاطعة الانتخابات في كثير من الأحيان، فإن الدعوات إلى الحوار السياسي من أحزاب المعارضة الرئيسية لا تعني أنها تخطط للمشاركة أو ترشيح منافسين لتبون. وقال عثمان معزوز، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إنه يشعر بالقلق من أن الانتخابات “لن تكون منتظمة ولا مفتوحة ولا شفافة” كما وعد.
