وواصلت القوات الإسرائيلية هجماتها المكثفة في أكبر مدينة جنوب قطاع غزة ومخيم اللاجئين المركزي، بعد أن أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع أن أكثر من 21 ألف شخص قتلوا خلال 11 أسبوعا من الحرب.
وجاءت الغارات الجوية المستمرة وتوسيع العمليات في الجنوب في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء من أن سكان غزة يواجهون “خطرا جسيما”، ودعا الرئيس الفرنسي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، اليوم الأربعاء، إن الغارات على مخيم اللاجئين بوسط غزة دخلت يومها الثالث وإنه تم نشر لواء إضافي في مدينة خان يونس الجنوبية التي شهدت قتالا عنيفا في الآونة الأخيرة.
كما ألمح إلى احتمال “توسيع القتال في الشمال” على طول الحدود اللبنانية، والذي شهد تبادلا متكررا لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حزب الله منذ اندلاع الحرب في غزة.
وبعد زيارة للحدود في وقت سابق من اليوم، قال قائد الجيش هرتسي هاليفي إن الجيش “وافق على خطط لمجموعة متنوعة من حالات الطوارئ، وعلينا أن نكون مستعدين لتوجيه ضربة إذا لزم الأمر”.
وتعهدت اسرائيل مرارا بمواصلة حملتها لتدمير حماس ردا على هجومها الدموي في 7 تشرين الاول/اكتوبر الذي اسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن المسلحين الفلسطينيين احتجزوا أيضا نحو 250 رهينة، ما زال 129 منهم في الأسر.
وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل والغزو البري إلى مقتل ما لا يقل عن 21,110 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لآخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
وأعلن الجيش عن مقتل ثلاثة جنود آخرين صباح الخميس، ليرتفع إجمالي القتلى في غزة إلى 167.
– “وقف إطلاق نار دائم” –
وتواصلت الدعوات لإنهاء الأعمال العدائية يوم الأربعاء، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “ضرورة العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار”.
وقال مكتبه في بيان إن الفرنسي أعرب أيضا عن “قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة بين المدنيين” في غزة، مضيفا أن فرنسا ستعمل مع الأردن لتنفيذ عمليات إنسانية في القطاع “في الأيام المقبلة”.
منذ أن فرضت إسرائيل الحصار في بداية الحرب، واجه سكان غزة نقصًا حادًا في الغذاء والماء والوقود والدواء.
وردد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الدعوات لوقف إطلاق النار يوم الأربعاء.
وحث المجتمع الدولي على اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويهدد قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة، والجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض”.
وفي البيان نفسه، قالت منظمة الصحة العالمية إن موظفيها أبلغوا أن “الجياع أوقفوا قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل العثور على الغذاء”.
– “لا مناطق آمنة” –
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 1.9 مليون من سكان غزة نزحوا.
أحدهم، إيمان المصري، أنجبت مؤخراً أربعة توائم في مستشفى بجنوب غزة بعد فرارها من منزل عائلتها في شمال القطاع المدمر في وقت مبكر من الحرب.
وقالت المرأة البالغة من العمر 28 عاماً، الأربعاء، إن الرحلة “أثرت على حملي”، وأنجبت بعملية قيصرية في 18 ديسمبر/كانون الأول فتاتين وولدين.
طُلب منها بسرعة مغادرة المستشفى لإفساح المجال للمرضى الآخرين، لكنها اضطرت إلى ترك ابنها الذي كان ضعيفًا للغاية بحيث لا يستطيع الذهاب معهم.
وقالت عن الأطفال الرضع الذين يأتون من غرفة مدرسية ضيقة تحولت إلى ملجأ في دير البلح: “إنهم نحيفون للغاية”.
وأضافت: “بسبب نقص… حليب الأطفال، أحاول إرضاعهم، لكن لا يوجد طعام مغذٍ يمكنني تناوله لإرضاع الأطفال الثلاثة”.
وعلى مسافة غير بعيدة، في مخيم المغازي للاجئين، تعرضت مدرسة تديرها الأمم المتحدة وكانت بمثابة ملجأ للقصف أثناء الليل.
وقال رجل لوكالة فرانس برس يوم الاربعاء دون ذكر اسمه “يقولون لك أن هناك مناطق خضراء ومناطق أخرى بألوان أخرى. كل هذه شائعات، لا توجد مناطق آمنة في غزة”.
– ‘فعل مباشر’ –
وأثارت الحرب مخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقا، مع تبادلات مميتة عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، فضلا عن الهجمات الأخيرة على السفن من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يعملون تضامنا مع حماس. وتحظى الجماعات المسلحة الثلاث بدعم إيران.
وتريد إسرائيل أن ينسحب حزب الله ـ الذي يقول إنه يعمل دعماً لحماس ـ بعيداً عن الحدود، وقد هددت بتحقيق هذا الهدف باستخدام القوة الساحقة، إذا لزم الأمر.
ذكرت وكالة مهر المحلية للأنباء أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني حذر إسرائيل يوم الأربعاء من أنه أو حلفائها سيتخذون “إجراء مباشرا” للانتقام لمقتل القائد الكبير رازي موسوي الذي توفي يوم الاثنين في هجوم صاروخي في سوريا نسبت مسؤوليته إلى إسرائيل.
في هذه الأثناء، تحطمت طائرة بدون طيار بالقرب من قرية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس، وأعلن فصيل عراقي مقرب من حماس مسؤوليته عن هجوم في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة هناك إن أعمال العنف اندلعت أيضا في أنحاء الضفة الغربية المحتلة حيث قتل أكثر من 310 فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
افادت الوزارة ان عملية اسرائيلية في مخيم للاجئين في شمال الضفة الغربية اسفرت عن مقتل ستة اشخاص اليوم الاربعاء. وقال الجيش إنه قصف معسكر نور شمس من الجو.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن عمليات الجيش استمرت ليل الخميس، خاصة في جنين ورام الله.
