انقرة
أفادت مصادر إقليمية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبذل جهوداً لطمأنة الدول العربية بأن الحكام الإسلاميين المتطرفين الجدد في دمشق لا يعتزمون تصدير الثورة السورية.
وجاءت إحدى المؤشرات على جهود الزعيم التركي خلال اتصاله الهاتفي يوم الاثنين مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقد أعربت بعض الدول العربية، وأبرزها مصر، عن قلقها بشأن القادة السوريين الجدد الذين هم في الغالب أعضاء في هيئة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة.
على الرغم من الرسائل المطمئنة التي حرصت الإدارة السورية الجديدة على إرسالها منذ توليها السلطة، وتعبيرها عن استعدادها للانفتاح على كافة الدول، ورفض زعيمها أحمد الشرع لعلاقته السابقة بتنظيم القاعدة، فإن الشكوك تبعث على الشكوك. لقد تردد في الحديث عن تقاربه الأيديولوجي مع تنظيم الإخوان المسلمين، عدو النظامين الإماراتي والمصري.
ويتهم الإسلاميون دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص بالعمل ضد مشروعهم السياسي في المنطقة منذ انتفاضات “الربيع العربي” عام 2011.
ويبدو أن الإمارات قلقة بشأن التطورات في سوريا منذ سقوط الأسد. ورغم التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، إلا أنها ظلت مترددة في إرسال وفد سياسي إلى دمشق، على عكس بقية دول الخليج. ويشير ذلك، بحسب الخبراء، إلى أن الوضع لا يزال غير واضح بالنسبة لأبو ظبي.
ويقول مراقبون إنه لا يزال يتعين على حكومة دمشق إرسال رسائل واضحة في الداخل والخارج تظهر أنها تستحق الثقة.
وبحث أردوغان مع الشيخ محمد بن زايد العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا وفلسطين والقضايا الإقليمية والدولية، خلال اتصال هاتفي، الاثنين، بحسب ما نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد أردوغان خلال الاتصال على أهمية ضمان الوحدة في سوريا من خلال إقامة دولة تشمل مختلف المجموعات العرقية والدينية.
كما أكد أردوغان على ضرورة منع داعش من استغلال الفوضى في المنطقة، ومنع إسرائيل من استغلال الوضع الحالي لتقويض التطورات الجديدة في سوريا.
وجاء الاتصال مع الشيخ محمد بن زايد وسط حديث عن وساطة تركية بين مصر والإدارة السورية الجديدة.
وبعد يوم واحد، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيبان، الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره المصري بدر عبد العاطي، بحثا فيه أهمية البلدين في إحلال السلام في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن عبد العاطي أكد دعم بلاده للشعب السوري وتطلعاته المشروعة، داعيا كافة الأطراف إلى “الحفاظ على مؤسسات سوريا الوطنية ووحدتها وسيادتها”.
وشدد كبير الدبلوماسيين المصريين أيضًا على أهمية أن “تتبنى العملية السياسية نهجًا شاملاً لجميع الأطراف الوطنية السورية، بما يعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا”.
واتفق الوزيران على البقاء على اتصال.