قطاع غزة، الأراضي الفلسطينية –
قالت إسرائيل، اليوم الأربعاء، إن موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مساعدات عسكرية بقيمة 13 مليار دولار بعثت “رسالة قوية” إلى أعدائها، مع تعرض غزة لضربات في حربها ضد حركة حماس الفلسطينية.
تتزايد المخاوف من أن ينفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قريباً تهديداته المتكررة بإرسال قوات إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يعيش 1.5 مليون شخص، العديد منهم في مخيمات مؤقتة.
وتقول إسرائيل إن رفح هي المعقل “الأخير” الرئيسي لحماس، لكن جماعات الإغاثة تحذر من أن أي غزو من شأنه أن يخلق “وضعا مروعا”.
وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء، أفادت مصادر طبية وأمنية في غزة عن غارات جوية إسرائيلية في رفح، وكذلك في مخيم النصيرات للاجئين بوسط القطاع.
وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين جان إيجلاند: “يبدو أن الجميع في العد التنازلي للحرب في أكبر مخيم للنازحين على وجه الأرض، وهو رفح”.
شكر وزير الخارجية الإسرائيلي يوم الأربعاء مجلس الشيوخ الأمريكي على موافقته على حزمة المساعدات العسكرية في أعقاب موافقة مجلس النواب.
وكتب يسرائيل كاتس على موقع التواصل الاجتماعي X: “إن حزمة المساعدات الإسرائيلية التي أقرها مجلسا الكونغرس الآن هي شهادة واضحة على قوة تحالفنا وترسل رسالة قوية إلى جميع أعدائنا”.
احتجاجات الحرم الجامعي الأمريكي
وتأتي المساعدات على خلفية تزايد الاحتجاجات ضد سلوك إسرائيل في حربها ضد حماس، والتي حولت مناطق واسعة من غزة إلى أنقاض وأثارت مخاوف من المجاعة.
وتم اعتقال مئات الطلاب في الأيام الأخيرة خلال مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل وموردها العسكري.
وتقول الأمم المتحدة إن “عقبات متعددة” لا تزال تعرقل إيصال المساعدات المطلوبة بشكل عاجل للمدنيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى والدواء.
لكن نتنياهو تعهد بمواصلة الهجوم المزمع على رفح الواقعة على حدود المنطقة المحاصرة مع مصر.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين مصريين مطلعين على الخطط الإسرائيلية إن إسرائيل تخطط لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس القريبة خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي شاركتها شركة ماكسار تكنولوجيز، مخيمات الخيام التي أقيمت مؤخرًا في تلك المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل سترسل بعد ذلك قوات إلى رفح تدريجياً، مستهدفة المناطق التي يعتقد أن قادة حماس يختبئون فيها في عملية عسكرية من المتوقع أن تستمر ستة أسابيع.
“محصورون في الرمال”
وتصاعدت الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق هدنة من شأنه أن يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، إن “العدو لا يزال محاصرا في رمال غزة” وأن الرهائن “على الأرجح” لن يعودوا إلى ديارهم قريبا.
أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، عن “فزعه” إزاء التقارير التي تفيد بوجود مقابر جماعية في أكبر مستشفيين في قطاع غزة بعد الحصار والغارات الإسرائيلية.
واستهدفت إسرائيل المستشفيات بشكل متكرر خلال الحرب، واتهمت حماس باستخدامها كمراكز قيادة واحتجاز الرهائن الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر. وتنفي حماس هذه الاتهامات.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إنه تم انتشال ما يقرب من 340 جثة لأشخاص قتلوا ودفنوا على يد القوات الإسرائيلية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس الجنوبية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الادعاءات بأنه دفن جثث فلسطينيين “لا أساس لها من الصحة”، دون أن يتناول بشكل مباشر المزاعم بأن القوات الإسرائيلية كانت وراء عمليات القتل.
وقال الجيش إن “الجثث التي دفنها الفلسطينيون” قامت القوات الإسرائيلية بفحصها بحثا عن رهائن ثم “تم إعادتها إلى مكانها”.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شمداساني، إن بعض الجثث التي عثر عليها في مستشفى ناصر “عُثر عليها مقيدة الأيدي ومجردة من ملابسها”، مضيفة أن الجهود جارية للتأكد من هذه التقارير.
وقال البيت الأبيض إنه سيناقش الأمر مع إسرائيل.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للصحفيين “من الواضح أن مشاهد المقابر الجماعية بشكل عام تثير قلقا عميقا لكن ليس لدي أي شيء يمكن أن يؤكد صحة ذلك.”
دعوة لتجديد تمويل وكالات الأمم المتحدة
ودعا منسق الشؤون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، الحكومات المانحة إلى تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تلعب دورا مركزيا في عمليات الإغاثة في غزة.
وجاء تعليقه بعد أن وجد تقرير مستقل طال انتظاره أن “إسرائيل لم تقدم بعد أدلة داعمة” لادعائها بأن الأونروا توظف “إرهابيين”.
وقد وجد التقرير “قضايا تتعلق بالحياد”، مثل مشاركة موظفي الوكالة لمنشورات متحيزة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعد نشر التقرير، دعا المدير العام للأونروا فيليب لازاريني إلى إجراء تحقيق في “التجاهل الصارخ” لعمليات الأمم المتحدة في غزة، مضيفًا أن 180 من موظفي الوكالة قتلوا منذ بدء الحرب.
وبينما جددت بعض الحكومات تمويل الوكالة، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا من بين الرافضين.
وقال كيربي إن البيت الأبيض “سيتعين عليه أن يرى تقدما حقيقيا” قبل أن يستعيد التمويل.
وأثارت حرب غزة أعمال عنف في جميع أنحاء المنطقة، مع تبادلات دموية عبر الحدود يوم الثلاثاء بين الجيش الإسرائيلي وحركة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وحليفة حماس.
