قال مسؤولون في غزة يوم السبت إن أكثر من 200 شخص قتلوا في الغارات الإسرائيلية خلال 24 ساعة، مع تصاعد العنف بعد صدور قرار للأمم المتحدة يطالب بتقديم المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وواصلت إسرائيل هجومها مع التركيز على جنوب قطاع غزة، مع تصاعد سحب الدخان الرمادي والأسود فوق مدينة خان يونس. وأظهرت صور وكالة فرانس برس أيضا دخانا أسود يتصاعد فوق الشمال.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس عن 201 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية في جميع أنحاء القطاع، مما رفع عدد القتلى منذ بداية الحرب إلى 20258، معظمهم من النساء والأطفال.
وبدأ القتال في السابع من تشرين الاول/اكتوبر عندما اخترق مقاتلو حماس حدود غزة وقتلوا نحو 1140 شخصا في اسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية.
ورداً على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وشنت قصفاً متواصلاً وغزواً برياً لغزة.
وجاءت ضربات يوم السبت بعد أن وافق مجلس الأمن على قرار يطالب بتسليم مساعدات “فورية وآمنة ودون عوائق” إلى غزة “على نطاق واسع”.
كما دعا إلى تهيئة “الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال العدائية”، لكنه لم يسعى إلى وقف فوري للقتال.
وقد تجادل الأعضاء لعدة أيام حول الصياغة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هناك أي تأثير سيكون للتصويت على أرض الواقع.
وبإصرار من واشنطن، خففوا بعض البنود وتجنبوا الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف الحرب.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الفلسطينيين قتلوا هذا الأسبوع وتم “إعدامهم” علناً في شمال غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن “المجزرة الإسرائيلية أدت إلى استشهاد العشرات” في مخيم جباليا وبلدة جباليا.
وعندما اتصلت وكالة فرانس برس بالجيش الإسرائيلي، لم يعلق بشكل مباشر على هذه المزاعم، لكنه قال إنه يضمن أن “ضرباته ضد أهداف عسكرية تتوافق مع أحكام القانون الدولي”.
– حماس فقدت الاتصال مع حراس الرهائن –
ومع نزوح 1.9 مليون من سكان غزة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، من بين السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، اضطر الكثيرون إلى العيش في ملاجئ أو خيام مزدحمة، ويكافحون من أجل العثور على الغذاء والوقود والمياه والرعاية الطبية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية” هو السبيل الوحيد “لإيصال المساعدات بشكل فعال”.
وأضاف أن القضية ليست عدد شاحنات المساعدات، بل “الطريقة التي تدير بها إسرائيل هذا الهجوم تخلق عقبات هائلة” أمام توزيع المساعدات.
ومباشرة بعد التصويت في الأمم المتحدة، تعهدت إسرائيل مرة أخرى بمواصلة القتال حتى يتم “القضاء” على حماس وإطلاق سراح الرهائن.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين إن “إسرائيل ستواصل الحرب في غزة”، مشددا على أنها قانونية وعادلة.
قال الجيش الإسرائيلي إن غارة قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة بينهم فتاة في رفح بجنوب غزة، استهدفت يوم الجمعة مسؤولا عن مشتريات الأسلحة في حماس.
وقالت إن حسن الأطرش كان مسؤولا عن شراء وتصنيع الأسلحة للجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، وساعد في تهريب الأسلحة إلى غزة.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس إن الحركة “فقدت الاتصال” مع نشطاء مكلفين بحراسة خمس رهائن إسرائيليين من بين نحو 250 رهينة بينهم أجانب تم أسرهم من إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ومن بين الرهائن الخمسة ثلاثة رجال مسنين ظهروا في شريط فيديو من الأسر أطلقته حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال أبو عبيدة “نعتقد أن هؤلاء الرهائن قتلوا” في الغارات الإسرائيلية دون تقديم أي دليل. ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن 129 رهينة ما زالوا في غزة.
– النزوح مرة أخرى –
قالت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، إن 18 شخصا قتلوا في غارة على منزل في مخيم النصيرات وسط اللاجئين، وأبلغت عن آخرين في مختلف أنحاء قطاع غزة.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس، قاد الرجال بلطف امرأة تبكي بعد أن رأت جثث أقاربها. جثم رجل وهو يبكي ويده على كيس أسود للجثث. وفي الخارج، صلى آخرون أمام جثة أخرى.
وقال رأفت العايدي وهو يقف أمام الجثث التي ترقد تحت شجيرة من الزهور الحمراء الزاهية “هذه إبادة جماعية”.
ويمارس الحلفاء، ومن بينهم الولايات المتحدة التي تزود إسرائيل بمساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، ضغوطا متزايدة على إسرائيل لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
وانتهت الهدنة التي استمرت لمدة أسبوع والتي ساعدت قطر في التوسط فيها، بدعم من مصر وواشنطن، في الأول من ديسمبر/كانون الأول. وشهدت إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية من غزة مقابل 240 سجينًا فلسطينيًا.
وطلبت إسرائيل من الفلسطينيين مرارا وتكرارا التوجه إلى مناطق في المنطقة الصغيرة التي تقول إنها آمنة، ولكن حتى عندما يفعلون ذلك، يقول السكان إنهم ما زالوا يتعرضون للقصف.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن معظم النازحين يقضون الآن “أياما وليالي كاملة دون طعام”، وأن “المجاعة تلوح في الأفق”.
وفر الآلاف يوم الجمعة من وسط غزة بعد صدور أمر إخلاء من الجيش.
ودعت سكان مخيم البريج للاجئين إلى التحرك “حفاظا على أمنهم” باتجاه مدينة دير البلح جنوبا.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن أمر الإخلاء الأخير سيؤثر على أكثر من 150 ألف شخص.
وكتب توماس وايت، مدير الأونروا في غزة، على وسائل التواصل الاجتماعي: “الجيش الإسرائيلي يأمر الناس بالانتقال إلى المناطق التي تشهد غارات جوية مستمرة”.
– غارة بطائرة بدون طيار قبالة الهند –
وبعيدًا عن غزة، أدى هجوم جديد على السفن يوم السبت إلى زيادة المخاوف من تصعيد إقليمي.
وقالت الوكالات البحرية إن غارة بطائرة بدون طيار ألحقت أضرارا بسفينة تجارية في المياه قبالة فيرافال بالهند. ولم يكن هناك إعلان للمسؤولية.
وتسببت صواريخ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين يقولون إنهم يتصرفون تضامنا مع غزة، في تعطيل الملاحة في البحر الأحمر.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون إن إيران “متورطة بشدة في التخطيط للعمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر”.
لكن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري نفى هذه المزاعم، قائلا إن الحوثيين يتصرفون بناء على “قراراتهم وقدراتهم”.
ووقعت أيضا مناوشات عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وحركة حزب الله القوية في لبنان والتي تدعمها إيران مثل حماس.
بور-عامي/hkb
