قالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس إن غارة إسرائيلية على مدرسة يوم السبت أسفرت عن مقتل 30 شخصا، وذلك بعد عملية عسكرية استمرت أياما إلى الجنوب أسفرت عن مقتل نحو 170 شخصا، وفقا للدفاع المدني.
منذ السادس من يوليو/تموز، تعرضت ثماني مدارس على الأقل -بما في ذلك المدرسة الأخيرة- لقصف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، استناداً إلى حصيلة أعلنتها وزارة الصحة ومصدر في المستشفى.
ومع نزوح أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل خلال الحرب التي بدأت بالهجوم الذي شنه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، لجأ كثيرون منهم إلى المباني المدرسية بما في ذلك المدرسة التي تعرضت للقصف يوم السبت.
وقالت وزارة الصحة إن الغارة الأخيرة في منطقة مدينة دير البلح استهدفت مدرسة خديجة، وأضافت أن أكثر من 100 شخص أصيبوا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة على المدرسة مستهدفا “إرهابيين” يعملون هناك.
وفي جنوب غزة، في منطقة مدينة خان يونس، قُتل نحو 170 شخصاً “وأصيب المئات” خلال عملية إسرائيلية استمرت عدة أيام هناك، بحسب ما أعلنت وكالة الدفاع المدني في غزة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي هذه الحصيلة بعد أن حذر في وقت سابق من السبت من عمليات جديدة في المنطقة وأصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان خان يونس، حيث عثرت القوات في وقت سابق على جثث خمسة إسرائيليين.
– جهود المساعدة “غير مستقرة” –
قالت وسائل إعلام مصرية مرتبطة بالدولة إن وسطاء مصريين وقطريين وأمريكيين سيلتقون مع مفاوضين إسرائيليين في العاصمة الإيطالية يوم الأحد في أحدث مسعى للتوصل إلى هدنة في غزة، والتي اتهم منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلتها.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألف فلسطيني فروا بالفعل من القتال العنيف في خان يونس منذ بدء العملية العسكرية قبل أسبوع تقريبا.
وقالت الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء و”الأعمال العدائية المكثفة” أدت إلى “زعزعة استقرار عمليات الإغاثة بشكل كبير”، مشيرة إلى “ظروف مزرية فيما يتعلق بالمياه والنظافة والصرف الصحي” في الأراضي الفلسطينية.
وكانت إسرائيل حذرت الاثنين الماضي من أن قواتها “ستعمل بالقوة” في منطقة خان يونس ـ التي أطلقت منها الصواريخ ـ بما في ذلك منطقة أعلنت في السابق منطقة آمنة إنسانية.
وتعرضت مدينة خان يونس للدمار بعد قتال عنيف في وقت مبكر من العام، لكن الجيش انسحب منها في أبريل/نيسان قائلا إنه “أنهى مهمته” هناك.
والآن عادت بقوة. ففي يوم الأربعاء، أعلن الجيش أن قواته نفذت عملية في خان يونس وانتشلت جثث خمسة إسرائيليين.
وقال الجيش إنهما قُتلا خلال الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وتم نقل جثتيهما إلى غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن قواته “قضت على نحو 100” مسلح في خان يونس خلال الأسبوع.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الفريق هرتسي هاليفي، إن جثث الأسرى تم انتشالها من أنفاق وجدران تحت الأرض.
وأسفر هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي بدأ الحرب عن مقتل 1197 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في غزة عن مقتل 39258 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
وشملت أحدث حصيلة يوم السبت 83 حالة وفاة خلال الـ48 ساعة الماضية.
– محادثات روما –
وأصدر الجيش، السبت، أوامره لسكان أجزاء أخرى من خان يونس “بالإخلاء مؤقتا إلى المنطقة الإنسانية المعدلة في المواصي” — وهو التعديل الثاني من نوعه الذي يتم إجراؤه على المنطقة الآمنة خلال أسبوع.
وفي رفح جنوب القطاع، قال مسعفون لوكالة فرانس برس السبت إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في غارة جوية على منزل.
قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن قواته استهدفت “مواقع للبنية التحتية العسكرية” في منطقة رفح و”قضت على العشرات” من المسلحين.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المرتبطة بالمخابرات المصرية الجمعة أن محادثات “للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة” ستجرى الأحد في روما.
وذكرت وكالة الأنباء الأميركية أكسيوس بشكل منفصل أن من المتوقع أن يجري مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز محادثات في روما مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين ومصريين يوم الأحد.
وركزت جهود الوساطة الأخيرة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مصحوبًا بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل. وقد قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن الإطار في أواخر مايو/أيار، ووصفه بأنه اقتراح إسرائيلي.
وفي اجتماع عقد يوم الخميس في واشنطن، دعا بايدن نتنياهو إلى “إتمام” اتفاق و”التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة”، بحسب البيت الأبيض.
وفي اليوم نفسه، زعم منتدى الأسرى والمفقودين، الذي احتج بانتظام من أجل التوصل إلى اتفاق، وجود “تخريب متعمد” للمحادثات، وطالب بعقد اجتماع عاجل مع المفاوضين الإسرائيليين.
وجاء اتهامهم بعد أن قال مصدر مطلع على المحادثات إن وصول المفاوضين الإسرائيليين إلى قطر تأجل من الخميس إلى الأسبوع المقبل.
