بيروت
وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان يوم الجمعة، في أول مسؤول كبير يزور لبنان من دمشق منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول.
ويسعى البلدان إلى إعادة ضبط العلاقات بعد أن سيطرت عائلة الأسد على الشؤون اللبنانية لعقود من الزمن واتُهمت باغتيال العديد من المسؤولين في لبنان الذين عبروا عن معارضتهم لحكمها.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الشيباني سيرافقه وفد يضم وزير العدل مظهر الويس وسيناقش قضايا من بينها “إعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية اللبنانية السورية”.
ومن المقرر أن يلتقي الشيباني الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام ووزير الخارجية يوسف راجي.
وتشمل القضايا الرئيسية مصير السجناء السوريين في السجون اللبنانية وترسيم الحدود التي يسهل اختراقها والتي يبلغ طولها 330 كيلومترا وتشتهر بالتهريب.
قال مسؤول قضائي إن نحو 2250 سورياً محتجزون في السجون اللبنانية، أي نحو ثلث إجمالي نزلاء السجون، مضيفاً أن نحو 700 سوري استوفوا شروط التسليم، لكن الأمر يتطلب اتفاقاً جديداً بين البلدين.
وقد مثل مئات السجناء السوريين، المتهمين بـ “الإرهاب” أو جرائم ذات صلة، بما في ذلك الهجمات على القوات اللبنانية، أمام محاكم عسكرية.
ويحتجز آخرون بسبب انتمائهم المزعوم إلى الجماعات الجهادية أو غيرها من الجماعات المسلحة المعارضة للأسد، في حين لا يزال البعض ينتظر المحاكمة.
وتولت السلطات اللبنانية الجديدة مهامها هذا العام بعد تحول ميزان القوى في أعقاب حرب مدمرة بين إسرائيل وحليف الأسد حزب الله، مما أدى إلى إضعاف الجماعة المسلحة بشدة.
وخسر حزب الله، الذي قاتل إلى جانب قوات الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية في البلاد منذ عام 2011، حليفاً رئيسياً وطريق إمداد مع سقوط الأسد.
ويستضيف لبنان نحو 1.3 مليون سوري فروا من الحرب، بينما تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 294 ألفاً عادوا إلى ديارهم هذا العام.
والتقى رئيس الوزراء اللبناني سلام بالرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق في نيسان/أبريل.
وقبل ذلك بشهر، وقع وزيرا دفاع لبنان وسوريا اتفاقا لمعالجة التهديدات الأمنية على الحدود بعد اشتباكات خلفت عشرة قتلى.