قال مسؤولون في الكرملين يوم الخميس، إن مسؤولين من حماس وإيران موجودون حاليا في موسكو، ومن الممكن أن يتبعهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قريبا.
والتقى وفد من حماس برئاسة مسؤول العلاقات الدولية في الحركة موسى أبو مرزوق، مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية. وذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس أن النقاش ركز على إطلاق سراح الرهائن الأجانب من غزة بالإضافة إلى إجلاء المواطنين الروس والأجانب من القطاع.
وقالت السفارة الروسية في 14 أكتوبر إن 16 مواطنًا روسيًا قتلوا نتيجة لهجوم حماس على إسرائيل، بينما لا يزال ثمانية آخرون في عداد المفقودين. وبحسب تاس، فإن مواطنًا روسيًا إسرائيليًا واحدًا على الأقل محتجز في غزة. تم احتجاز أكثر من 200 إسرائيلي كرهائن بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر، وهم محتجزون حاليا في قطاع غزة. وقد أطلقت حماس حتى الآن سراح أربعة من الرهائن.
وزار نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني موسكو أيضا يوم الخميس. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية أن الدبلوماسي التقى مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف لمناقشة التعاون الثنائي في قضايا أمنية دولية غير محددة. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وجود كاني في موسكو، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يوم الخميس إن عباس سيصل إلى موسكو “قريبا” في زيارة رسمية. وأضاف الدبلوماسي أن الزعيم الفلسطيني سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الرحلة، حسبما ذكرت وكالة تاس، وهي وسيلة إعلام روسية رسمية أخرى.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موعد زيارة عباس سيتم الإعلان عنه “في الوقت المناسب”، بحسب تاس.
ولم تعلق حماس والسلطة الفلسطينية على الفور.
لماذا يهم: إن روسيا في موقف معقد فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس. لدى روسيا علاقات مع جميع الأطراف الرئيسية في الصراع، بما في ذلك إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس وإيران. كما تحسنت علاقات روسيا مع مصر ودول الخليج العربي في السنوات الأخيرة. إن العلاقات الروسية الإسرائيلية، رغم أنها عادة ما تكون ودية، وصلت حاليا إلى أدنى مستوياتها، ويرجع ذلك جزئيا إلى الإحباط الإسرائيلي من رد فعل روسيا على الحرب وعلاقات موسكو الدافئة مع طهران.
وقد دعا المسؤولون الروس مرارا وتكرارا إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر مع توغل حماس المميت في جنوب إسرائيل. وفي 10 أكتوبر، قال بوتين إن الحرب تشكل “مثالًا واضحًا على فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”، قائلاً إن الولايات المتحدة فشلت في إيجاد حلول وسط في جهودها لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى روسيا إلى لعب دور في الحرب في الأمم المتحدة، لكن دون نجاح يذكر. وفي الأسبوع الماضي، رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار روسي يدين العنف ضد المدنيين لكنه لم يذكر حماس. وفي يوم الأربعاء، فشل أيضًا في تمرير القرار الروسي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وأدان هجوم حماس على إسرائيل والهجمات على المدنيين في غزة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
وتأتي زيارة حماس وسط تحسن العلاقات بين الحركة وروسيا. وقالت الحركة في ذلك الوقت إن وفدا من حماس زار روسيا في شهر مارس والتقى بوزير الخارجية سيرغي لافروف.
إن سعي روسيا لإقامة علاقات ودية مع حماس هو جزء من جهودها لتعزيز نفوذها، وفقا لتقرير صدر يوم الأربعاء عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.
ويظل دعم موسكو للنضال الفلسطيني مدفوعاً بنفس الدافع: الرغبة في تعزيز مكانتها في الجنوب العالمي. إن روسيا تغتنم الفرصة لتعزيز ادعائها بأنها تتحدى ما يسميه بوتين “النظام الاستعماري الجديد القبيح للعلاقات الدولية”.
ومن جانبه، يقيم عباس منذ فترة طويلة علاقات ودية مع روسيا. وزار روسيا عدة مرات، آخرها في أواخر عام 2021. ودرس عباس في روسيا في شبابه وحصل على الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية في موسكو عام 1982.
تعرف أكثر: كتب أنطون مارداسوف للمونيتور يوم الأحد أن نفوذ روسيا في حرب غزة محدود، ويرجع ذلك جزئيًا إلى القوة البحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط.
ولم تعلق حماس ولا السلطة الفلسطينية على الفور على هذه الأخبار.
