الرياض
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، إن المملكة لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية، في خطوة يبدو أنها ستؤدي إلى إفشال الجهود الأميركية لإبرام اتفاق تطبيع أثناء وجود الرئيس جو بايدن في منصبه.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في افتتاح جلسة مجلس الشورى: “نجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن “المملكة لن تتوقف عن جهودها الدؤوبة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.
حتى وقت سابق من هذا الشهر، كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يلوح باحتمال إقامة علاقات سريعة مع عملاق النفط العربي الخليجي كعائد محتمل لإسرائيل من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، فضلاً عن كونه إنجازًا كبيرًا لإدارة بايدن قبل أسابيع من الانتخابات في نوفمبر.
وكان بلينكن قد قال خلال زيارة إلى هايتي في السادس من سبتمبر/أيلول إنه لا يزال يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية قبل تنحي الرئيس جو بايدن في يناير/كانون الثاني. ومع تصريحات ولي العهد السعودي، أصبح هذا الاحتمال الآن أبعد من أي وقت مضى.
وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين: “أعتقد أنه إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، تظل هناك فرصة من خلال التوازن في هذه الإدارة للمضي قدما في التطبيع”.
وقال بلينكن في وقت سابق من هذا العام إن الولايات المتحدة أعدت حزمة أمنية لتقديمها إلى السعودية إذا قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك في إطار سعيها للحصول على حوافز لإسرائيل لدعم الدولة الفلسطينية.
وكجزء من أي اتفاق، من المتوقع أن تصر الرياض على مسار لإقامة دولة فلسطينية، فضلاً عن ضمانات أمنية على غرار التحالف من واشنطن.
وقال بلينكن في اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: “من أجل المضي قدما في التطبيع، هناك حاجة إلى أمرين: الهدوء في غزة ومسار موثوق به إلى الدولة الفلسطينية”.
لكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة لا تزال تعارض بشدة إقامة الدولة الفلسطينية.
ولقد أدى ارتفاع عدد القتلى المدنيين نتيجة للحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، والدمار الهائل الذي لحق بالأرض الفلسطينية، إلى فرض ضغوط هائلة على المملكة للامتناع عن أي انفتاح دبلوماسي كبير.