بغداد –
دق جرس كنيسة جديدة بنيت بالقرب من مدينة أور القديمة في العراق للمرة الأولى الأسبوع الماضي كجزء من حملة لجذب الحجاج للعودة إلى بلد يعد موطنا لواحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم.
والكنيسة جزء من مجمع يرتفع من سهل صحراوي في ظل زقورة أور ذات الشكل الهرمي، وهي مدينة يعتقد تقليديا أنها مسقط رأس النبي إبراهيم والتي زارها البابا فرانسيس قبل ثلاث سنوات.
ومن المقرر الانتهاء من بناء الكنيسة هذا الشهر. وفي الأسبوع الماضي، تم تثبيت الجرس الكبير في برج الكنيسة، المصنوع من الطوب الطيني العراقي التقليدي المصفر. قام العمال بتلميع النوافذ الكبيرة ذات الزجاج الملون ذات الألوان الزاهية.
في زيارته التاريخية إلى العراق في آذار/مارس 2021، أقام البابا فرانسيس صلاة بين الأديان في موقع في أور يُعتقد أنه منزل إبراهيم – أبو المسيحية واليهودية والإسلام.
وكانت زيارته بمثابة لحظة أمل للمجتمع المسيحي الذي كان عدده ذات يوم نحو 1.5 مليون نسمة، لكنه تقلص إلى مئات الآلاف في العقدين الماضيين منذ الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أثار سنوات من إراقة الدماء الطائفية.
وقال شامل الرميض، مدير آثار محافظة ذي قار، إن “زيارة البابا إلى العراق، وخاصة إلى محافظة ذي قار ومدينة أور الأثرية، كانت ذات أهمية تاريخية”.
وقال: “تم بناء هذه الكنيسة… بالقرب من المواقع الأثرية في مدينة أور القديمة حتى تتمكن أعداد كبيرة من إخواننا المسيحيين من جميع دول العالم من القدوم لزيارتها”.
تم القضاء على المجتمع المسيحي المتنوع في العراق أولاً بسبب صعود تنظيم القاعدة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ثم على يد تنظيم الدولة الإسلامية، الجماعة المتطرفة التي اضطهدت المسيحيين والأقليات الدينية والطوائف الأخرى بوحشية في الفترة من 2014 إلى 2017.
ويكافح المجتمع للتعافي منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2017، حيث يعاني من ارتفاع معدلات البطالة وصعوبة العودة إلى المناطق المسيحية التاريخية، والتي لا يزال بعضها تحت سيطرة الجماعات المسلحة.
