دمشق –
التقى الرئيس السوري الفعلي احمد الشرع مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في دمشق السبت في مسعى لتحسين العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة، حيث ركز الاثنان على تعزيز حدودهما المشتركة.
وكانت هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس حكومة إلى سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد في هجوم كاسح للمتمردين في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، والزيارة الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا المجاورة منذ 15 عاما. وكثيرا ما كانت العلاقات بين دمشق وبيروت مشحونة بالتوتر منذ أن أصبحتا دولتين مستقلتين في الأربعينيات.
وقال ميقاتي عقب الاجتماع إن الدول اتفقت على العمل معا لتأمين حدودها البرية وترسيم حدودها البرية والبحرية المشتركة كمسألة ذات أولوية.
وقال إن “على رأس قائمة الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا” وتأمين الحدود لمنع التهريب غير الشرعي.
كما أصبح “من الملح” معالجة قضية اللاجئين السوريين في لبنان وإعادتهم إلى وطنهم، بحسب بيان لمكتبه.
تم تسجيل ما يقرب من 800 ألف سوري كلاجئين في لبنان، لكن يقدر المسؤولون أن العدد أكبر من ذلك بكثير، ويقولون إنهم يشكلون عبئًا هائلاً على الخدمات العامة اللبنانية.
كما اعتبر الشرع الحدود على رأس أولوياته، وقال إن الزعيمين ناقشا الودائع السورية في البنوك اللبنانية، والتي لا يمكن الوصول إليها بسبب الأزمة المالية المستمرة منذ خمس سنوات في لبنان.
وأضاف الشرع: “نأمل أن يتخلى اللبنانيون عن عقلية العلاقة السورية السابقة في لبنان والعلاقات السلبية التي تلتها”، معتبراً أن هناك الآن “فرصة لبناء علاقة إيجابية”.
خلال معظم العقود الخمسة التي أمضتها عائلة الأسد في السلطة، كان لسوريا تأثير كبير على لبنان، وحافظت على وجود عسكري هناك لمدة 29 عاما حتى عام 2005 في مواجهة معارضة واسعة النطاق من العديد من اللبنانيين.
ولعبت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران دورا رئيسيا في دعم الرئيس السوري آنذاك بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، حيث قاتلت المتمردين الإسلاميين السنة الذين أطاحوا به في نهاية المطاف.
وفي عام 2014، مع احتدام الحرب في سوريا، قام المتمردون الإسلاميون السوريون بأسر جنود لبنانيين من المنطقة الحدودية التي يسهل اختراقها بين البلدين، وأعدموا بعضهم.
ويرافق ميقاتي في زيارته وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب ورئيس الأمن العام اللبناني المسؤول عن إدارة الحدود ورئيس المخابرات العسكرية اللبنانية.
قال الرئيس اللبناني جوزف عون عقب انتخابه يوم الخميس إن هناك فرصة تاريخية “لحوار جاد وعادل” مع سوريا.
وهنأ الشرع عون بتوليه رئاسة الجمهورية.