قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين موالين لتركيا استولوا على بلدة استراتيجية شمالية من القوات الكردية يوم الأحد، في قتال بالتوازي مع هجوم كبير للمتمردين في أماكن أخرى بمحافظة حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين موالين لتركيا “سيطروا على بلدة تل رفعت” وعدد من القرى المجاورة، محذرا من أن نحو 200 ألف كردي سوري في شمال محافظة حلب “محاصرون من قبل الفصائل الموالية لتركيا”.
وقال المرصد إن الاتصالات انقطعت في المناطق ذات الأغلبية الكردية، مما أثار مخاوف من وقوع “مذابح” محتملة للأكراد.
وقال المرصد في وقت سابق الأحد إن الفصائل الموالية لتركيا قتلت قوات حكومية وهاجمت مقاتلين أكرادا في محافظة حلب في هجوم بدأ في اليوم السابق وكان من بين أهدافه قطع خطوط الإمداد الكردية.
وتقع تل رفعت على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب الحدود التركية، وكانت مسرحا لمواجهات منتظمة بين القوات المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم “إرهابيين”.
وسيطرت القوات التركية ووكلاءها على مساحات واسعة من الأراضي في شمال سوريا منذ أن بدأت أنقرة في عام 2016 عمليات برية متتالية لطرد المقاتلين الأكراد الذين تربطهم بمجموعة تشن تمردًا مستمرًا منذ عقود ضد الدولة التركية.
وكان المرصد أفاد عن وقوع “اشتباكات مسلحة” بين القوات الكردية والفصائل الموالية لأنقرة شمال مدينة حلب.
وأضافت أن الجماعات المدعومة من أنقرة سيطرت على بلدتي السفيرة وخناصر جنوب شرق حلب من القوات الحكومية، كما سيطرت على مطار كويرس العسكري.
وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة مصادر داخل سوريا، أن “الاشتباكات العنيفة مع قوات النظام… أسفرت عن مقتل تسعة من القوات الحكومية”.
– “خفض التوتر” –
وسيطرت القوات الكردية في محافظة حلب على جيب في منطقة تل رفعت، بالإضافة إلى بعض الأحياء شمال مدينة حلب.
كان سكان تل رفعت في البداية يتألفون في معظمهم من العرب والتركمان، لكن الهجوم الذي شنته أنقرة عام 2018 على عفرين المجاورة أرسل موجات من العائلات الكردية النازحة إلى المنطقة.
وفي عام 2022، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوغل بري جديد للسيطرة على ثلاث مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، بما في ذلك تل رفعت.
وتأتي التحركات الأخيرة في الوقت الذي تنفذ فيه هيئة تحرير الشام والجماعات المتمردة المتحالفة معها المتمركزة في منطقة إدلب هجومًا يستمر لعدة أيام في شمال غرب سوريا، حيث تسيطر على مناطق واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة بما في ذلك مدينة حلب، باستثناء المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. المناطق.
قاد مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة هجومًا هزم الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في عام 2019.
لكن أنقرة ترى أن وحدات حماية الشعب الكردي السوري، التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية، فرع من حزب العمال الكردستاني المحظور.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية في بيان تركيا بالوقوف وراء الهجوم واسع النطاق، واتهمتها بالسعي إلى “تقسيم سوريا”.
قال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث هجوم المعارضة في سوريا مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد، وقال إن أنقرة ستدعم التحركات “لخفض التوتر”.