بقلم نضال المغربي
القاهرة (رويترز) – قالت السلطات الصحية المحلية يوم السبت إن غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة عدة آخرين في اختبار آخر لوقف إطلاق النار الهش بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.
وقال شهود ومسعفون إن الهجوم الأول أصاب سيارة في حي الرمال المكتظ بالسكان، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها. ولم يتضح على الفور ما إذا كان القتلى الخمسة من ركاب السيارة أم من بينهم المارة. وهرع العشرات من الأشخاص لإطفاء الحريق وإنقاذ الضحايا.
وبعد وقت قصير من الهجوم على السيارة، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارتين جويتين منفصلتين على منزلين في مدينة دير البلح ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر، بحسب مسعفين.
وفي وقت لاحق من يوم السبت، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية جديدة على منزل في غرب مدينة غزة أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين، مما يرفع عدد القتلى اليوم إلى 14 على الأقل.
إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحا عبر إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة واستغل “الطريق الإنساني في المنطقة التي تدخل عبرها المساعدات الإنسانية إلى جنوب غزة”، ووصف ذلك بأنه “انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وقال الجيش إنه قصف أهدافا في غزة ردا على ذلك.
ورفض مسؤول في حماس في غزة مزاعم الجيش الإسرائيلي ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة و”ذريعة للقتل”، قائلا إن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات مرارا وتكرارا بانتهاك الهدنة التي تم التوصل إليها قبل أكثر من ستة أسابيع.
وقالت حماس في بيان لها في وقت سابق من اليوم إن “الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة” تضع مسؤولية على الوسطاء والولايات المتحدة لمواجهتها والحفاظ على وقف إطلاق النار.
وقد أدى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر/تشرين الأول في حرب غزة المستمرة منذ عامين إلى تخفيف حدة الصراع، مما مكن مئات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى أنقاض غزة.
وسحبت إسرائيل قواتها من مواقعها في المدن، وتزايدت تدفقات المساعدات.
لكن العنف لم يتوقف تماما. وتسعى حماس إلى إعادة تأكيد وجودها، ويشعر البعض بالقلق بشأن التقسيم الفعلي للأراضي، حيث تكون الظروف مزرية. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت 316 شخصا في غارات على غزة منذ الهدنة.
وتقول إسرائيل إن ثلاثة من جنودها قتلوا منذ بدء وقف إطلاق النار وإنها هاجمت عشرات المقاتلين.
بدأت الحرب في غزة بعد أن قتل مسلحون بقيادة حماس 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا 251 رهينة في هجوم على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 69700 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، حسبما يقول مسؤولو الصحة في غزة.
وبموجب شروط الهدنة، أطلقت حماس سراح جميع الرهائن العشرين الأحياء المحتجزين في غزة مقابل ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني ومعتقل في زمن الحرب تحتجزهم إسرائيل.
كما وافقت حماس على تسليم رفات 28 رهينة قتيلا مقابل جثث 360 ناشطا فلسطينيا قتلوا في الحرب. وتم حتى الآن تسليم رفات 25 رهينة.
أعادت إسرائيل 330 جثة لفلسطينيين، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
(تقرير بواسطة نضال المغربي. تقرير إضافي بواسطة إميلي روز في القدس؛ تحرير إميليا سيثول-ماتاريز، توبي شوبرا، ويليام ماكلين)