بيروت
“المسرح الإيطالي الجديد في العالم”، الحدث الرئيسي للأسبوع الخامس والعشرين للغة الإيطالية في العالم، جلب أربع مسرحيات إيطالية معاصرة إلى بيروت، مترجمة إلى اللغة العربية اللبنانية وأخرجتها نساء لبنانيات رائدات.
تم عرض هذه المبادرة، التي قدمها المعهد الثقافي الإيطالي تحت رعاية السفارة الإيطالية، في مسرح غولبنكيان وهي جزء من مشروع “المشهد الإيطالي الجديد في العالم” في إيطاليا، وهو تعاون مع مسرح ريتشوني ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية.
يحمل أسبوع اللغة الإيطالية هذا العام عنوان “الإيتالوفوني: لغة خارج الحدود”، حيث يستكشف اللغة الإيطالية كفضاء للقاء والحوار والتحول. جسد المشروع هذه الرؤية من خلال إيصال نبض المسرح الإيطالي المعاصر إلى بيروت مع دمجه في مشهد الفنون الأدائية الديناميكي في المدينة.
في “فيلوميلا” للمخرجة حنان حاج علي، أصبح الجمهور نفسه جزءًا من العرض، حيث يجلس الرجال والنساء منفصلين، وهو اختيار مسرحي جريء زاد من انعكاس المسرحية على القوة والصمت والصوت. استقبل مسرح جولبنكيان الذي يضم 260 مقعدًا ما يقرب من 400 من الحضور، مما حول الحدث إلى احتفال بالإبداع والتبادل الثقافي.
وتضمن المشروع أعمالاً لستة كتاب مسرحيين إيطاليين شباب، وهم فولبيا سيبولاري، وجوليا تريفيرو، وإليانا روتيلا، ودينيز دياز، وأليساندرو باسيتو، وجاكوبو جياكوموني، الذين يمثلون رؤية متنوعة ونابضة بالحياة للمسرح الإيطالي المعاصر.
ومن المسرحيات الأخرى التي عُرضت في بيروت: “تايم شيفت” لجاكوبو جياكوموني، و”السجادة الحمراء” لجوليا تريفيرو، و”بوابة العبور” لإليانا روتيلا. واستكشف كل منهم موضوعات مثل الذاكرة والعلاقات الهشة وديناميكيات الأسرة وأزمات التواصل، مما يعكس الحالة الإنسانية في حقبة ما بعد الوباء.
ولأول مرة، قادت مخرجات لبنانيات هذه العروض، مما يشير إلى اعتراف مهم بدور المرأة في المشهد المسرحي المعاصر في لبنان ويؤكد التزام الحدث بالتعاون بين الثقافات.
وبعد العروض في بيروت، سيتم تحويل إحدى المسرحيات إلى دراما إذاعية، في حين سيتم عرض أخرى في وقت لاحق، مما يوسع نطاق المشروع إلى ما هو أبعد من العالم العربي.
أتاحت هذه المبادرة للجمهور اللبناني فرصة نادرة لتجربة المسرح الإيطالي المتطور مع تعزيز الحوار والتبادل الإبداعي بين المجتمعين الفنيين الإيطالي واللبناني.