رعى صاحب السموّ محافظ الزلفي، مسفر بن غالب العتيبي، اجتماع الجمعية العمومية لـ جمعية البر الخيرية بالمحافظة، وذلك مساء أمس في قاعة الأندلس للاحتفالات. تم خلال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا الهامة، أبرزها تحويل فرع الجمعية بمركز علقة إلى كيان مستقل، وتشكيل مجلس إدارة جديد لهذا الفرع. يهدف هذا التحول إلى تعزيز الخدمات والتغطية لتلبية احتياجات المحتاجين في مركز علقة بشكل أكثر فعالية.
حضر الاجتماع مدير مركز التنمية الاجتماعية بمركز سدير، المهندس عبدالله السهلي، وعدد من أعضاء الجمعية العمومية، وممثلي الجهات الحكومية ذات الصلة. وقد تم استعراض التطورات التي شهدتها جمعية البر الخيرية في الزلفي خلال العام 2020، والخطط المستقبلية التي تتبناها المؤسسة لتحقيق أهدافها في مجال العمل الخيري والتنموي.
تطوير العمل الخيري في الزلفي: نحو استقلالية فرع علقة
تأتي مبادرة تحويل فرع جمعية البر الخيرية في علقة إلى جمعية مستقلة في إطار سعي الجمعية الأم إلى تطوير أدائها وتوسيع نطاق خدماتها. تهدف هذه الخطوة إلى تمكين فرع علقة من اتخاذ القرارات المناسبة لاحتياجات المنطقة التي يخدمها، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في جهود الإغاثة والتنمية. تتضمن عملية الاستقلالية تشكيل مجلس إدارة جديد، وتحديد الموارد المالية والإدارية اللازمة لضمان استدامة العمل.
الخطة الاستراتيجية ورؤية المملكة 2030
أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية، حسين العواد، خلال كلمته أن الجمعية تبنت خطة استراتيجية شاملة تتماشى مع رؤية المملكة 2030. تهدف هذه الخطة إلى مواكبة التطور الرقمي وتسخير التكنولوجيا لخدمة المستفيدين بشكل أفضل. وقد تم التعاقد مع شركة متخصصة لتقديم الاستشارات ووضع خطة خمسية طموحة تسعى إلى جعل الجمعية في طليعة المؤسسات الخيرية في المملكة.
تشمل الخطة الاستراتيجية تطوير آليات جمع التبرعات، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع العمليات. بالإضافة إلى ذلك، تركز الخطة على بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية لتعظيم الأثر الإيجابي للجمعية على المجتمع. يُعد هذا التوجه خطوة ضرورية لضمان استدامة العمل الخيري في ظل التحديات المتزايدة.
وبحسب ما ذكره العواد، حققت الجمعية تقدماً ملحوظاً في تطوير خدماتها رغم الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19. ركزت الجمعية خلال الجائحة على تقديم المساعدات العاجلة للأسر المتضررة، وتوفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والطبية. كما قامت بتطوير برامج عن بعد لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمستفيدين. هذا التحول الرقمي يمثل تطوير الجمعيات الخيرية بشكل عام.
كما استعرض الاجتماع تفصيلاً لميزانية الجمعية لعام 2020، مع التركيز على الإيرادات والمصروفات والمشاريع التي تم تنفيذها خلال العام. أظهرت الميزانية نمواً في حجم الموارد المتاحة، مما يعكس ثقة المجتمع بالجمعية وأهمية الدور الذي تقوم به. لكن التحليل المالي يتطلب المزيد من الدراسة لمعرفة مدى كفاءة استخدام الموارد وتحقيق الأهداف المرجوة. العمل التطوعي كان له دور كبير في نجاح هذه الميزانية.
وشهد الاجتماع أيضاً نقاشاً حول المقترحات والتوصيات التي تهدف إلى تحسين أداء الجمعية وتعزيز دورها في المجتمع. أكد الحضور على أهمية الاستماع إلى احتياجات المستفيدين وتطوير الخدمات بما يتناسب مع هذه الاحتياجات. كما تم التأكيد على ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في الجمعية لضمان تقديم خدمات عالية الجودة.
يُذكر أن جمعية البر الخيرية في الزلفي تلعب دوراً حيوياً في تقديم المساعدات للمحتاجين والأسر الفقيرة في المحافظة والمراكز التابعة لها. تغطي خدمات الجمعية مجموعة واسعة من الاحتياجات، بما في ذلك المساعدة الغذائية، والمساعدة المالية، وتوفير الرعاية الصحية، ودعم التعليم. وتعتمد الجمعية بشكل كبير على التبرعات والهبات من أفراد المجتمع والشركات والمؤسسات.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل تشكيل مجلس إدارة جمعية البر الخيرية المستقلة في مركز علقة خلال الأسابيع القليلة القادمة. يجب متابعة الخطوات التنفيذية لهذه الاستقلالية لمعرفة مدى تأثيرها على سير العمل وتقديم الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، من المهم متابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجمعية الأم، وتقييم مدى تحقيقها للأهداف المرجوة. فيما يتعلق بالتنمية الاجتماعية، فإن هذه الخطوة قد تكون نموذجًا يحتذى به في مناطق أخرى.
وستواصل الجمعية جهودها في تطوير العمل الخيري والتنموي في الزلفي، مع التركيز على الاستفادة من التطورات الرقمية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استدامة الموارد المالية وتحقيق أعلى مستويات الشفافية والمساءلة في جميع العمليات.