أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض عن بدء الدوام الصباحي للهيئة الإدارية في المدارس اعتبارًا من الأحد القادم، الموافق 13 جمادى الآخر، وذلك في إطار استعدادات مكثفة للعودة الحضورية لطلاب المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال. يأتي هذا الإجراء مصحوبًا بميزانية تشغيلية استثنائية تهدف إلى دعم المدارس في تطبيق الإجراءات الوقائية وضمان بيئة تعليمية آمنة للطلاب. وتعتبر العودة الحضورية خطوة مهمة لاستعادة الحياة الطبيعية للعملية التعليمية بعد فترة طويلة من التعلم عن بعد.
ميزانية استثنائية لدعم العودة الحضورية في الرياض
أكد مدير عام التعليم بمنطقة الرياض، حمد بن ناصر الوهيبي، على الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة لقطاع التعليم، وخاصةً رياض الأطفال والمدارس الابتدائية. وأشار إلى أهمية استثمار هذا الدعم في تهيئة المدارس وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لعودة آمنة ومريحة للطلاب والطالبات. وتأتي هذه الجهود في ظل تحقيق المملكة لحصانة مجتمعية عالية ضد جائحة كورونا.
وأضاف الوهيبي أن الإدارة العامة للتعليم قد اعتمدت صرف ميزانية استثنائية للمدارس الابتدائية ورياض الأطفال، وذلك لتغطية تكاليف توفير المواد والاحتياجات الخاصة بتطبيق البروتوكولات الصحية والإجراءات الاحترازية. وتشمل هذه المواد المطهرات والمعقمات وأجهزة قياس الحرارة وغيرها من الأدوات التي تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب والموظفين.
تعديل مواعيد العمل والاستعدادات الميدانية
في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة الاستعدادات، قررت الإدارة العامة للتعليم تعديل فترة عمل الهيئة الإدارية في المدارس لتكون في الفترة الصباحية، بدءًا من الأحد القادم. في المقابل، سيستمر عمل الهيئة التعليمية على منصة “مدرستي” في الفترة المسائية حتى يوم الخميس 17 جمادى الثانية. يهدف هذا التعديل إلى إتاحة الفرصة للهيئة الإدارية للتركيز على أعمال التهيئة والتجهيز الميدانية.
وقد تم تشكيل لجان تنفيذية وفرق ميدانية في كل مكتب تعليم، تتولى مهمة تفقد المدارس بشكل يومي ومباشر، والوقوف على احتياجاتها، والتأكد من جاهزيتها لاستقبال الطلاب. وستعمل هذه الفرق على متابعة تطبيق الإجراءات الوقائية والتأكد من التزام المدارس بالمعايير الصحية المعتمدة.
خطة استقبال الطلاب والتهيئة النفسية
تتضمن خطة العودة الحضورية أيضًا برامج خاصة لاستقبال طلاب الصفوف الأولية ورياض الأطفال، بهدف تخفيف أي قلق أو توتر قد يعانون منه نتيجة للعودة إلى المدرسة بعد فترة انقطاع. وتركز هذه البرامج على التهيئة النفسية والتوعية الإرشادية، وتوفير بيئة تعليمية داعمة ومحفزة.
وأشار الوهيبي إلى أن العودة الحضورية هذا العام تحمل طابعًا استثنائيًا نظرًا للظروف التي فرضتها الجائحة. وأكد على أهمية التعاون والتكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، لتحقيق النجاح المنشود في هذه العودة. وتعتبر التعليم عن بعد تجربة مهمة، لكن العودة إلى الفصول الدراسية توفر تفاعلًا اجتماعيًا وتعليميًا لا يمكن تعويضه.
كما أكد على أهمية رفع شعار “العودة بحب وشوق لكم” لخلق جو إيجابي وترحيب بالطلاب، والعمل على بث الطمأنينة في نفوسهم. ويعتبر هذا الشعار بمثابة رسالة طمأنة للطلاب وأولياء الأمور، بأن المدارس مستعدة لاستقبالهم في بيئة آمنة ومريحة.
وتشمل التوصيات الرئيسية للاجتماع العمل وفق نماذج تشغيلية مرنة للعودة الحضورية، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، والاستثمار في منصة “مدرستي” ووسائل التواصل المختلفة للتوعية بأهمية الوقاية. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على توفير بيئة إيجابية وداعمة تعزز الثقة والأمان لدى الطلاب.
من المتوقع أن تعلن الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض عن تفاصيل إضافية حول خطة العودة الحضورية، بما في ذلك المواعيد النهائية لتسجيل الطلاب وتوزيعهم على الفصول. وستواصل الفرق الميدانية جهودها لمتابعة الاستعدادات في المدارس والتأكد من تطبيق كافة الإجراءات اللازمة. ويجب متابعة أي تحديثات أو تعليمات إضافية تصدر عن وزارة التعليم والإدارة العامة للتعليم بالرياض لضمان سلامة الطلاب ونجاح عملية العودة.
وتشير التقارير إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا من أولياء الأمور بخطة العودة الحضورية، ورغبة في التأكد من أن المدارس قد اتخذت كافة الاحتياطات اللازمة لحماية أبنائهم. وتعتبر هذه الثقة من أولياء الأمور عاملاً أساسيًا في نجاح عملية العودة. كما أن الاستعدادات المدرسية الجيدة ستساهم في تخفيف الضغط على المعلمين والإداريين، وتمكينهم من التركيز على تقديم تعليم عالي الجودة للطلاب.