في خطوة تعكس التطور المتسارع للرياضة في المملكة العربية السعودية، عقد الاتحاد السعودي للشطرنج جمعيته العمومية العادية يوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر 2025، وذلك بالكامل عبر تقنية الاتصال المرئي. ركز الاجتماع على تقييم أداء الشطرنج السعودي خلال العام الماضي ومناقشة الخطط المستقبلية لتعزيز اللعبة وتوسيع قاعدة ممارسيها. يهدف الاتحاد إلى مواصلة دعم وتطوير هذه الرياضة الذهنية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
استهل رئيس الاتحاد، الأستاذ محمد بن مطلق المسعودي، أعمال الجمعية العمومية بتقديم الشكر للقيادة الرشيدة على الدعم المستمر للقطاع الرياضي. وأشار إلى أن هذا الدعم كان حاسماً في تحقيق التقدم الملحوظ الذي شهدته رياضة الشطرنج السعودي في عام 2025، مع الإشادة بدور اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية في توفير الإمكانيات اللازمة.
السياق العام لنمو رياضة الشطرنج في المملكة
يشهد الاهتمام بالرياضات الذهنية، بما في ذلك الشطرنج السعودي، نمواً متزايداً في المملكة العربية السعودية. يأتي هذا في إطار أهداف رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الأنشطة الرياضية والثقافية وتعزيز جودة الحياة للمواطنين. وقد شهدت اللعبة زيادة في عدد الممارسين والمهتمين بها، مدفوعة بالجهود التي يبذلها الاتحاد السعودي للشطرنج.
توسيع قاعدة الممارسين
عمل الاتحاد على توسيع قاعدة ممارسي اللعبة من خلال إطلاق العديد من المبادرات وتنظيم البطولات المحلية على مختلف المستويات. تهدف هذه الجهود إلى اكتشاف المواهب الشابة وصقلها، وتأهيلها للمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي. كما يركز الاتحاد على تطوير برامج تدريبية متخصصة للاعبين والمدربين.
أهمية الاجتماع وتأثيره على مستقبل اللعبة
لم يقتصر الاجتماع على الجوانب الإدارية والبروتوكولية، بل كان منصة استراتيجية لمناقشة مستقبل الشطرنج السعودي. تمت المصادقة على محضر الاجتماع السابق، والموافقة على تقرير أعمال الاتحاد ومجلس إدارته، والذي استعرض التقدم في تنفيذ الاستراتيجية المعتمدة. كما تمت الموافقة على التقرير المالي للاتحاد حتى 4 ديسمبر 2025، مما يعكس التزام الاتحاد بالشفافية والحوكمة الرشيدة.
هذه القرارات تضمن الاستقرار المالي والإداري للاتحاد، وتمهد الطريق لإطلاق مشاريع جديدة تهدف إلى رفع المستوى الفني للاعبين السعوديين. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المملكة لاستضافة بطولات دولية كبرى، مما سيعزز مكانتها على خارطة الشطرنج العالمية. وتشمل هذه البطولات فعاليات مصنفة من الاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE).
تحديث اللوائح ومواكبة المعايير الدولية
واختتمت أعمال الجمعية بالاطلاع والمصادقة على عدد من اللوائح المحدثة. تهدف هذه التحديثات إلى مواكبة أفضل الممارسات الدولية في إدارة الاتحادات الرياضية، وضمان تحقيق المزيد من الإنجازات التي تليق بالمملكة في المحافل الرياضية القادمة. وتشمل هذه اللوائح جوانب تنظيم البطولات، وقواعد التأهيل، وأخلاقيات اللعبة.
بالإضافة إلى الشطرنج، تشهد الرياضات الذهنية الأخرى مثل البلياردو والبوكر اهتماماً متزايداً في المملكة، مما يعكس التوجه نحو تنويع الأنشطة الرياضية.
من المتوقع أن يعلن الاتحاد السعودي للشطرنج عن تفاصيل خططه المستقبلية وبرامجه التدريبية الجديدة في الأشهر القليلة القادمة. وستركز هذه الخطط على تطوير اللاعبين الشباب، وزيادة الوعي باللعبة، وتنظيم المزيد من البطولات والمنافسات. يبقى التحدي الأكبر هو استقطاب المزيد من الشباب والمواهب الجديدة، وتوفير الدعم اللازم لهم لتحقيق النجاح على المستوى الدولي. وستظل متابعة أداء الاتحاد السعودي للشطرنج وتقييم مدى تحقيق أهدافه جزءاً مهماً من المشهد الرياضي في المملكة.