عمال يفرزون البصل في أزادبور ماندي حيث يظل سعر التجزئة للبصل مرتفعًا في نيودله في 18 نوفمبر 2023. – PTI
أدى الحظر الذي فرضته الهند على تصدير البصل إلى ارتفاع أسعار الخضروات بالنسبة للمشترين الآسيويين، الذين يتدافعون للحصول على بدائل أرخص، خاصة وأن نيودلهي من غير المرجح أن ترفع القيود قبل الانتخابات العامة العام المقبل.
وحظرت أكبر دولة مصدرة للبصل في العالم الشحنات في الثامن من ديسمبر/كانون الأول بعد أن ارتفعت الأسعار المحلية لأكثر من الضعف خلال ثلاثة أشهر بعد انخفاض الإنتاج.
والآن يعاني المتسوقون بالتجزئة من كاتماندو إلى كولومبو من ارتفاع الأسعار، حيث يعتمد المشترون الآسيويون التقليديون، مثل بنجلاديش وماليزيا ونيبال، وحتى الإمارات العربية المتحدة، على الواردات من الهند لسد الفجوات المحلية.
وقال موسومي أختار، الذي يعمل في القطاع الخاص في دكا، عاصمة بنجلاديش: “البصل ضروري في كل شيء نطبخه تقريبًا”. “من الصعب تقبل هذا الارتفاع المفاجئ في الأسعار. لقد اضطررت إلى تقليص الكمية التي أشتريها”.
ومن معجون الجمبري الأبيض في ماليزيا والبرياني البنجلاديشي إلى الدجاج بالفلفل الحار في نيبال أو السمك بالكاري في سريلانكا، أصبح المستهلكون الآسيويون يعتمدون بشكل خطير على الإمدادات الهندية من البصل لإضفاء التوابل على أطباقهم المفضلة.
ويقدر التجار أن الهند تمثل أكثر من نصف إجمالي واردات الدول الآسيوية من البصل. وتعد فترات الشحن الأقصر مقارنة بتلك القادمة من المصدرين المنافسين مثل الصين أو مصر، أمرًا أساسيًا للحفاظ على طعم السلعة القابلة للتلف.
وصدرت الهند رقما قياسيا بلغ 2.5 مليون طن متري من البصل في السنة المالية المنتهية في 31 مارس، حيث ذهب 671125 طنا إلى بنجلاديش المجاورة، أكبر مشتر لها من الخضروات.
وقال تابان كانتي غوش، المسؤول بوزارة التجارة، إنه للتغلب على النقص، تحاول بنجلاديش الحصول على المزيد من الصين ومصر وتركيا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة الشهر المقبل في بنجلاديش، بدأت الحكومة في بيع البصل بأسعار مدعومة للفقراء، على أمل تعويض ارتفاع الأسعار بأكثر من 50% بعد الحظر الذي فرضته الهند.
والأسوأ من ذلك هو الوضع في نيبال غير الساحلية، التي تستورد معظم احتياجاتها من البصل.
وقال تيثاراج تشيلوال، المسؤول بوزارة التجارة في الدولة الواقعة في جبال الهيمالايا: “منذ الحظر الذي فرضته الهند، قمنا بمراقبة وضع الإمدادات في أماكن مختلفة. لا يوجد بصل معروض للبيع”.
وقال المتحدث باسم الوزارة جاجيندرا كومار ثاكور إن نيبال تدرس الواردات من الصين وقد تطلب من الهند استثناءً والسماح بالتصدير.
خيارات محدودة
وقال أجيت شاه، المصدر الهندي، إن الدول المستوردة يتعين عليها أن تتعامل مع الإمدادات الأكثر تكلفة من الصين وإيران وباكستان وتركيا، والتي رفعت جميعها الأسعار منذ خروج الهند من السوق.
وقال أحد المصدرين في مومباي، العاصمة المالية، إن الإمدادات ستنفد جميعها إذا استمر الحظر الهندي لفترة طويلة.
وقال التجار إنه في غضون أسبوع بعد الحظر، أصبح البصل أرخص بنسبة 20% في الهند مع وصول الإمدادات من محصول الموسم الجديد.
والآن، ومع وجود الإمدادات المحلية أكثر من كافية لتلبية الطلب في الداخل، قال شاه، المصدر، إن الهند يجب أن تسمح للصادرات بالحفاظ على مكانتها في السوق العالمية.
لكن من غير المرجح أن تستمر القيود قبل الانتخابات العامة العام المقبل، لأن أولوية حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي هي خفض أسعار المواد الغذائية، حسبما ذكرت الشركة المصدرة التي تتخذ من مومباي مقرا لها.
كما قيدت نيودلهي صادرات الأرز والسكر والقمح.
ومنذ الحظر الذي فرضته الهند، تضاعفت أسعار البصل تقريبا في سريلانكا، التي تخرج ببطء من أسوأ أزمة مالية تواجهها منذ ما يقرب من سبعة عقود.
وقال سيري محمد سابو، وزير الزراعة الماليزي، إن ماليزيا، مثل المستوردين الآخرين، تحاول أيضًا تأمين الإمدادات من الصين وباكستان.
