الصورة: ا ف ب
أرسلت إسرائيل قواتها إلى مستشفى في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، الخميس، حيث قالت إنه ربما يكون هناك رهائن محتجزون، فيما حذر مسعفون من أن المنشأة الطبية الرئيسية تعمل في ظروف “شبه مستحيلة”.
وجاءت الغارة بعد أيام من القتال العنيف بين القوات ومسلحي حماس حول مستشفى ناصر في خان يونس – أحد أكبر المواقع الطبية في جنوب غزة، وأحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في القطاع.
وقالت إسرائيل، التي اتهمت نشطاء حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، إنها تنفذ “عملية دقيقة ومحدودة” في المنشأة دون “إلزام” بإجلاء المرضى أو الموظفين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري إن هناك “معلومات استخباراتية موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المفرج عنهم، تشير إلى أن حماس احتجزت رهائن في مستشفى ناصر في خان يونس وأنه قد تكون هناك جثث لرهائننا” في المستشفى. .
وأفادت وزارة الصحة في غزة التي تحكمها حماس أن آلاف الأشخاص الذين لجأوا إلى المستشفى، بما في ذلك المرضى، أجبروا على المغادرة في الأيام الأخيرة.
ووصفت الوضع في ناصر بأنه “كارثي”، حيث لم يتمكن الموظفون من نقل الجثث إلى المشرحة بسبب المخاطر التي ينطوي عليها الأمر.
وقال الممرض محمد الأسطل لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع إن المنشأة “محاصرة” منذ شهر وتواجه نيران القناصة القاتلة، ومياه الصرف الصحي في غرفة الطوارئ، ونقص مياه الشرب.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود موظفيها هناك من الاستمرار في علاج المرضى “وسط ظروف شبه مستحيلة”.
وقد وصفت منظمة الصحة العالمية مستشفى ناصر بأنه مرفق بالغ الأهمية “لغزة بأكملها”، حيث لا يعمل سوى عدد قليل من المستشفيات بشكل جزئي.
وقال الجيش، استنادا إلى تقديرات استخباراتية ومعلومات من الأرض، إن “أكثر من 85% من المرافق الطبية الرئيسية في غزة استخدمتها حماس في عمليات إرهابية”.
ويعتقد أن نحو 130 رهينة ما زالوا موجودين في غزة بعد الهجوم الذي شنه نشطاء حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتم إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين تم احتجازهم خلال الهجوم، والذين يقدر عددهم بنحو 250 رهينة، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في نوفمبر. وتقول إسرائيل إن 29 ممن ما زالوا في غزة يعتبرون في عداد الموتى.
وقتل ما لا يقل عن 28663 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وفقا لوزارة الصحة في الأراضي التي تديرها حركة حماس.
شنت إسرائيل المزيد من الهجمات القاتلة على جنوب قطاع غزة، اليوم الخميس، بعد أن أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنها ستمضي قدما في عملية “قوية” في مدينة رفح المكتظة بالسكان لتحقيق “النصر الكامل”.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس دخانا أسود كثيفا يتصاعد في سماء خان يونس مع استمرار القصف الإسرائيلي.
وقد نزح مئات الآلاف من الأشخاص إلى رفح بحثاً عن مأوى في مخيم مؤقت مترامي الأطراف بالقرب من الحدود المصرية.
وقالت أحلام أبو عاصي: “لقد نزحوا من مدينة غزة إلى الجنوب”. “(ثم) قالوا لنا أن نذهب إلى رفح، فذهبنا إلى رفح.
وأضافت: “لا يمكننا الاستمرار والمجيء”. “لا يوجد مكان آمن لنا.”
وكانت أستراليا وكندا ونيوزيلندا آخر الدول التي حذرت إسرائيل من شن هجوم بري في رفح، وأصدرت بيانا مشتركا قالت فيه إن الهجوم سيكون “مدمرا” على 1.5 مليون فلسطيني محاصرين هناك.
وقالوا: “ببساطة، لا يوجد مكان آخر يذهب إليه المدنيون”.
وفي القاهرة، دخلت الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار يومها الثالث، حيث يحاول مفاوضون من الولايات المتحدة وقطر ومصر التوسط في اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن المتبقين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وانضم مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز الى رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد لاجراء محادثات مع وسطاء يوم الثلاثاء بينما كان وفد من حماس في القاهرة يوم الاربعاء.
لكن لم تظهر أي علامة على تقدم فوري.
وقال مكتب نتنياهو إنه لم يتلق “أي اقتراح جديد” من حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وفد الدولة لن يعود إلى المفاوضات حتى تخفف حماس موقفها.
وبينما لم يعلق نتنياهو بشكل مباشر على التقارير، قال: “أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية، وعندما تسقط هذه المطالب يمكننا المضي قدما”.
حث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يحكم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حماس على الموافقة “بسرعة” على هدنة وتجنب المزيد من المأساة للفلسطينيين.
في هذه الأثناء، انتقد وزيران إسرائيليان قويان من اليمين المتطرف الخميس خطة السلام المعلنة، وقالا إنهما “لن يتفقا بأي حال من الأحوال”.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومجموعة صغيرة من الحلفاء العرب يعكفون على وضع خطة شاملة للسلام طويل الأمد تتضمن تحديد جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية، قال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق صواريخ من لبنان يوم الأربعاء أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي، بينما قالت مصادر لبنانية إن الضربات الإسرائيلية قتلت 15 شخصا، 10 منهم مدنيون.
وقال مصدر أمني في لبنان، الخميس، إن من بين القتلى القيادي في حزب الله علي الدبس ومقاتلين آخرين من حزب الله.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، تبادل حزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الجانبين.
لكن أسوأ عدد من القتلى المدنيين في يوم واحد في لبنان منذ أكتوبر أثار مخاوف من نشوب صراع أوسع بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة.
وبعد اجتماعه مع القادة قرب الحدود اللبنانية، قال قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن إسرائيل “تركز الآن على الاستعداد للحرب في الشمال”.
