الأسيرة الفلسطينية المحررة حديثا لميس أبو عرقوب تستقبل والدتها بعد إطلاق سراح أسرى من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين تحتجزهم حماس في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر (تصوير وكالة فرانس برس)
دخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس يومها السادس الأربعاء بعد إطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، فيما يضغط الوسطاء من أجل وقف إطلاق نار “مستدام”.
وبعد تمديد الهدنة الأولية لمدة أربعة أيام لمدة 48 ساعة، تم إطلاق سراح مجموعة جديدة من 12 رهينة من غزة يوم الثلاثاء، كما أطلقت إسرائيل سراح 30 فلسطينيا.
وتبدأ الساعات الـ 24 الأخيرة من الاتفاق الموسع في وقت لاحق من يوم الأربعاء، مع توقع تبادل آخر للرهائن مقابل سجناء، لكن الوسيط القطري قال إنه يأمل في التوصل إلى ترتيب أكثر استدامة.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي بالدوحة “تركيزنا الرئيسي الآن وآملنا هو التوصل إلى هدنة مستدامة تؤدي إلى مزيد من المفاوضات وفي نهاية المطاف إلى نهاية… لهذه الحرب”.
“ومع ذلك، فإننا نعمل بما لدينا. وما لدينا الآن هو بند في الاتفاق يسمح لنا بتمديد الأيام طالما أن حماس قادرة على ضمان إطلاق سراح ما لا يقل عن 10 رهائن”.
وقد سمح هذا البند بالتمديد لمدة يومين والذي شهد إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين من غزة ليلة الثلاثاء، إلى جانب إطلاق سراح تايلانديين اثنين خارج نطاق الاتفاق.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس مقاتلين ملثمين ومسلحين يسلمون رهائن إلى مسؤولي الصليب الأحمر في رفح قرب الحدود مع مصر.
وكان جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم من النساء، بما في ذلك ميا ليمبرغ البالغة من العمر 17 عامًا، والتي عادت إلى إسرائيل مع والدتها وخالتها. وتم اختطاف الثلاثة من كيبوتس نير يتسحاق، وشوهدت المراهقة بعد إطلاق سراحها وهي تحمل كلبها بيلا.
ولم ترد حتى الآن سوى روايات قليلة مباشرة عن الظروف التي يواجهها الرهائن، لكن جدة إيتان ياهالومي البالغ من العمر 12 عاما، والذي أطلق سراحه يوم الاثنين، قالت إن الصبي كان محتجزا في الحبس الانفرادي لمدة 16 يوما.
وقالت إستير يائيلي لموقع “والا” الإخباري الإسرائيلي: “الأيام التي قضاها بمفرده كانت مروعة”. “الآن يبدو إيتان منسحبا جدا”.
أفادت وسائل الإعلام المحلية أن الحكومة الإسرائيلية تلقت قائمة بأسماء الرهائن الجدد الذين سيتم إطلاق سراحهم اليوم الأربعاء. ولم يكن هناك تأكيد رسمي.
وحتى الآن، تم تحرير 60 رهينة إسرائيلية من غزة بموجب شروط الاتفاق، مع إطلاق سراح روسي إسرائيلي و20 تايلانديا وفلبيني واحد خارج نطاق الاتفاق.
وفي المقابل، تم إطلاق سراح 180 سجينًا فلسطينيًا، جميعهم من النساء والقاصرين.
وكان من بينهم أحمد سليمة البالغ من العمر 14 عاماً، والذي عاد إلى منزله في القدس الشرقية وسط هتافات وأحضان أقاربه.
وقال والده نايف: “عندما كان أحمد في السجن، لم نتمكن من زيارته، على الرغم من أنه أصغر أسير فلسطيني يبلغ من العمر 14 عامًا فقط”.
وقد أدى اتفاق الهدنة إلى وقف مؤقت للقتال الذي أثاره هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وأدت الحملة الجوية والبرية اللاحقة التي شنتها إسرائيل على غزة إلى مقتل ما يقرب من 15 ألف شخص، وفقاً لمسؤولين في حماس، وجعلت أجزاء كبيرة من شمال القطاع غير صالحة للسكن.
وحذر برنامج الغذاء العالمي يوم الثلاثاء من أن سكان غزة يواجهون “خطر مجاعة كبير إذا لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي من توفير الوصول المستمر إلى الغذاء”.
وقال مدير الوكالة للشرق الأوسط إن الأوضاع في القطاع “كارثية”، في حين قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن المساعدات التي تدخل غزة بموجب اتفاق الهدنة “لم تكن كافية حتى لفرز المرضى”.
وزاد الوضع الإنساني المتردي من الضغوط من أجل وقف دائم للقتال أو حتى إنهاء القتال، على الرغم من أن إسرائيل أوضحت أنها ترى الهدنة بمثابة فترة فاصلة قصيرة لضمان إطلاق سراح الرهائن قبل أن تستمر حربها.
وقال مصدر مطلع على الزيارة، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المحادثات، إن رئيس وكالة المخابرات المركزية ومدير وكالة التجسس الإسرائيلية (الموساد) كانا في الدوحة لبحث الهدنة مع رئيس الوزراء القطري.
وأضاف المصدر أن المناقشات تهدف إلى “البناء على التقدم المحرز في اتفاق الهدنة الإنسانية الممتدة وبدء مزيد من المناقشات حول المرحلة التالية من اتفاق محتمل”.
وتبادلت حماس وإسرائيل يوم الثلاثاء الاتهامات بانتهاك الهدنة، لكن وزير الخارجية القطري قال إن “الانتهاكات البسيطة” لا “تضر بجوهر الاتفاق”.
ويشعر حلفاء إسرائيل بالقلق من الدعوة إلى إنهاء كامل للعمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على حماس، لكن وزراء خارجية مجموعة السبع دعوا إلى هدنة أطول أمدا.
وقالوا في بيان يوم الثلاثاء: “نحن نؤيد التمديد الإضافي لهذا التوقف والتوقفات المستقبلية حسب الحاجة لتمكين زيادة المساعدة وتسهيل إطلاق سراح جميع الرهائن”.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن واشنطن حذرت إسرائيل أيضا من أن أي هجوم جديد على جنوب غزة يجب أن “يتم بطريقة… لا تهدف إلى إحداث المزيد من عمليات النزوح الكبيرة”.
وقد أُجبر ما يقدر بنحو 1.7 مليون فلسطيني في غزة على مغادرة منازلهم حتى الآن، أي أكثر من نصف سكان القطاع.
وقالت أم محمد التي طردتها قوات الاحتلال من منزلها في شمال غزة “آمل أن تؤدي هذه الهدنة إلى وقف كامل لإطلاق النار لأننا سئمنا النوم في العراء تحت المطر ومن فقدان أحبائنا والاضطرار إلى الفرار”. يتعدى.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهدنة في غزة لم تضع حدا للعنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل فتيان فلسطينيان في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء.
ومنذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أكثر من 230 فلسطينيا في الضفة الغربية على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، بحسب الوزارة.
