صورة تم التقاطها في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 5 ديسمبر، 2023، تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس المسلحة. (الصورة: وكالة فرانس برس)
يقول ضباط المخابرات الإسرائيلية إن الأجهزة والوثائق الرقمية التي تم الحصول عليها من مقاتلي حماس بعد هجوم 7 أكتوبر تكشف عن سنوات من التخطيط ومستوى عالٍ جدًا من “التفاصيل والاستعداد”.
وقال أحد الضباط للصحفيين إن المواد المأخوذة من مسلحين فلسطينيين قتلى أو أسرى تظهر خططا مفصلة لهجوم يهدف إلى إحداث “صدمة تؤدي إلى تحطيم معنويات الناس”.
وقال ضابط مخابرات آخر، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البيانات المستمدة من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية وأجهزة تحديد المواقع وكاميرات GoPro والخرائط وأجهزة الكمبيوتر المحمولة “تظهر سنوات من التخطيط حول كيفية مهاجمة القواعد والكيبوتسات”.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول، اقتحم المئات من مقاتلي حماس وحلفائها في غزة جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 240 رهينة وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس بقصف متواصل وهجوم بري، مما أسفر عن مقتل حوالي 15900 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.
ولتحليل هذه المواد، قامت إسرائيل بإعادة تنشيط وحدة استخبارات عسكرية تدعى “عمشات” للبحث في العديد من الوثائق العربية وفك رموز الملايين من البيانات الإلكترونية.
وقال أحد الضباط إنهم يشكلون معًا “خطة معركة”. “إن مستوى التفاصيل والاستعداد هو المفاجأة الكبرى.”
تأسست وحدة العمشات بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 عندما فاجأت الهجمات المصرية والسورية إسرائيل وأعيد تنشيطها عدة مرات منذ ذلك الحين.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في الأول من كانون الأول (ديسمبر) أن المخابرات الإسرائيلية حصلت منذ أكثر من عام على خطة لحماس تتضمن تفاصيل خطوة بخطوة عن هجوم مماثل لما حدث في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ولكن تم الحكم عليه بأنه سيناريو “خيالي”.
وتم اكتشاف خطط تكتيكية مفصلة على أجهزة الكمبيوتر، بما في ذلك الأهداف وأسماء الوحدات المشاركة والمهام المخصصة لكل منها، إلى جانب تفاصيل العمليات الدقيقة والتوقيتات وقائمة الأسلحة المطلوبة.
وكان هناك رسم يدوي تفصيلي لموقع ناحال عوز العسكري الذي استولت عليه حماس.
وتم العثور على صور الأقمار الصناعية وخطط دقيقة لاثنين من الكيبوتسات التي تعرضت للهجوم على جثث المقاتلين القتلى.
وتكهنت تقارير إعلامية بالفعل بأن العمال الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين ربما ساعدوا في رسم خرائط تفصيلية للكيبوتسات. لكن لم يتضح على الفور من أين جاءت المعلومات عن القاعدة العسكرية.
كما قيل في الإحاطة الإعلامية إن “جزءًا من التدريب كان حول كيفية أخذ الرهائن” وأنه تم العثور على “قوائم مرجعية” و “كتب عبارات”.
وتطلب القائمة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس من المسلحين تغطية أعين جميع الرهائن البالغين وربط أيديهم.
ويضيف أن محتجزي الرهائن يجب أن “يقتلوا أولئك الذين يسببون المشاكل أو يسعون إلى الهروب”.
ويتضمن دليل المحادثة الذي عرض على وكالة فرانس برس نحو 50 تعبيرا بالعبرية مكتوبة صوتيا، بما في ذلك “اخرس” و”لا تتحرك” و”الأيدي في الهواء” و”استلقي”.
ومن المثير للدهشة أن بعض الوثائق التي تم العثور عليها لم تكن ذات صلة بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك العديد منها التي تعتبر ذات قيمة عسكرية عالية.
وقال أحد الضباط: “لقد ظل بعض مقاتلي حماس في الظلام ولم يعرفوا ماذا سيحدث”.
وقال الآخر: “جاء الكثير منهم بأشياء لا علاقة لها بالغارة، وبعضهم بسيارات تستخدم يوميا”.
وفي جبل المعلومات، قال أحد ضباط المخابرات: “بعض الأشياء كانت معروفة، وبعضها جديد… علينا أن نجد كتلة الذهب”.
وقال أحد الضباط إنه تم العثور على خريطة مفصلة لجنوب غزة، تحدد منشآت حماس العسكرية التي لم تكن معروفة من قبل.
كما قيل للصحافيين إن العمشات حصل على صور لأنفاق في غزة، دون أن يتم إخبارهم بكيفية الحصول عليها.
وأظهرت الصور ممرات طويلة مدعمة بالخرسانة والمعدن، واسعة وعالية بما يكفي لمرور مركبة.
وقال أحد ضباط المخابرات إنهم “لن يتفاجأوا” إذا كان هناك أكثر من 500 كيلومتر (300 ميل) من الأنفاق العميقة المتشابكة.
“قطاع غزة كله عبارة عن شبكة من الأنفاق… تخيل عدد الرهائن الذين يمكنك وضعهم في الداخل”.
