وأدت الحرب في البلاد إلى مقتل أكثر من 9000 شخص ونزوح أكثر من 5.6 مليون منذ أبريل
لاجئون من السودان الذي مزقته الحرب يعتصمون طلباً للدعم أمام مكاتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس. – ملف وكالة فرانس برس
قالت وزارة الخارجية السعودية إن الأطراف المتحاربة في السودان استأنفت المحادثات في السعودية اليوم الخميس بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ستة أشهر وخلف آلاف القتلى.
ومنذ أبريل/نيسان، أدت الحرب بين القوات النظامية الموالية لرئيس الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، إلى مقتل أكثر من 9000 شخص ونزوح أكثر من 5.6 مليون.
وقال بيان إن “المملكة العربية السعودية ترحب باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة”.
وأعلن الجانبان يوم الأربعاء قبولهما دعوة لاستئناف المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والسعودية في جدة.
ولم تسفر محاولات الوساطة السابقة إلا عن هدنة قصيرة، وحتى تلك التي تم انتهاكها بشكل منهجي.
.كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp
وقال البيان السعودي إن المحادثات الأخيرة تعقد “بالشراكة” مع ممثل عن الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا التي تقودها كينيا، شريكة الولايات المتحدة الوثيقة.
ودعا البيان المفاوضين إلى الالتزام باتفاق سابق أعلن عنه في 11 مايو لحماية المدنيين واتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقع في 20 مايو.
وأضاف البيان أن “المملكة تؤكد حرصها على وحدة الصف… لوقف إراقة الدماء وتخفيف معاناة الشعب السوداني”.
وتأمل الرياض “التوصل إلى اتفاق سياسي يحقق بموجبه الأمن والاستقرار والرخاء للسودان وشعبه الشقيق”.
وقبل تعليق الجولة الأولى من المحادثات في جدة، كان الوسطاء يشعرون بالإحباط بشكل متزايد بسبب إحجام الجانبين عن العمل من أجل التوصل إلى هدنة مستدامة.
ويرى محللون أن البرهان ودقلو اختارا بدلاً من ذلك حرب الاستنزاف، على أمل انتزاع تنازلات أكبر على طاولة المفاوضات لاحقاً.
وقال مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي ساعد في الوساطة في بداية الأزمة، وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المحادثات الجديدة خلال توقفه مؤخرا في المملكة العربية السعودية كجزء من جولة مخصصة إلى حد كبير للحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال المسؤولون إن المحادثات ستهدف إلى وقف إطلاق النار لكن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته إن “الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف إطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة”.
وقالت خلود خير، مؤسسة مركز كونفلوينس الاستشارية ومقره الخرطوم، إنه لا يوجد سبب وجيه للتفاؤل.
وقالت على موقع “إكس” المعروف سابقا على تويتر، إن قرار إحياء المحادثات يستند إلى افتراض أن الجيش وقوات الدعم السريع “انتهيا من القتال بسبب الانهيار الوشيك للدولة والمعاناة والبؤس”.
وأضاف “لم ينتهوا بعد. وعلى الرغم من خطاب (الجيش) وقوات الدعم السريع، فإن أيا منهما لا يهتم بالتكاليف البشرية لشن هذه الحرب”.
ومع استئناف المحادثات يوم الخميس، أفاد شهود عيان مرة أخرى بوجود قتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي الوقت نفسه، أعلنت قوات الدعم السريع أن مقاتليها سيطروا بشكل كامل على مواقع الجيش في نيالا، عاصمة جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان من حيث عدد السكان.