تعمل خدمات الطوارئ والإنقاذ بالقرب من موقع غرق قارب شراعي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، قبالة ساحل بونتيسيلو، بالقرب من مدينة باليرمو الصقلية في إيطاليا. رويترز
قال عالم المناخ الإيطالي لوكا ميركالي لرويترز إن الاحتباس الحراري ربما ساهم في العاصفة الغريبة التي أغرقت يختًا فاخرًا يحمل العلم البريطاني قبالة ساحل صقلية يوم الاثنين.
لقي رجل حتفه وفُقد ستة أشخاص، من بينهم رجل الأعمال البريطاني مايك لينش، بعدما ضربت عاصفة جوية قوية السفينة الشراعية “بايزيان” بشكل مفاجئ.
وقال ميركالي، رئيس الجمعية الإيطالية للأرصاد الجوية، إن هذه الظاهرة ربما كانت عبارة عن نافورة مياه، أو إعصار فوق الماء، أو انفجار أمطار، وهي ظاهرة أكثر شيوعاً ولا تتضمن دوران الهواء.
وقال “لا نعرف أي حادثة وقعت لأن كل ذلك حدث في الظلام في ساعات الصباح الأولى، لذلك ليس لدينا صور”.
في إيطاليا، يمكن أن تؤدي عواصف المياه إلى رياح تصل سرعتها إلى 200 كيلومتر في الساعة، في حين يمكن أن تتسبب العواصف الهابطة في هبات رياح تزيد سرعتها عن 250 كيلومتر في الساعة.
تشير الإحصاءات إلى أن العواصف الثلجية أصبحت أكثر تواترا في جميع أنحاء البلاد، وهو ما قال ميركالي إنه قد يكون مرتبطا بالاحتباس الحراري العالمي.
اجتاحت العواصف والأمطار الغزيرة إيطاليا في الأيام الأخيرة بعد أسابيع من الحر الشديد.
وقال ميركالي “كانت درجة حرارة سطح البحر حول صقلية حوالي 30 درجة مئوية، وهو ما يزيد بنحو 3 درجات عن المعدل الطبيعي. وهذا يخلق مصدرا هائلا للطاقة يساهم في هذه العواصف”.
“لذلك لا يمكننا أن نقول إن كل هذا يرجع إلى تغير المناخ، ولكن يمكننا أن نقول إنه له تأثير مكبر.”
وكانت عاصفة مماثلة قد أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، عندما غرق قاربهم السياحي في بحيرة ماجوري في شمال إيطاليا في مايو/أيار من العام الماضي.
إن التنوع الجيولوجي في البلاد يجعلها عرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، في حين أن حقيقة أنها محاطة ببحار ترتفع درجة حرارتها بسرعة تعني أنها عرضة لعواصف قوية بشكل متزايد.
وقال ميركالي “إن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ في إيطاليا ستصبح أكثر تواترا وأكثر شدة”.