الصورة: رويترز
يستعد مهندسون عسكريون هنود للحفر يدويا اليوم الاثنين للوصول إلى 41 عاملا محاصرين في نفق طريق منهار منذ 16 يوما، في عملية إنقاذ تعرضت لانتكاسات متكررة.
ويخطط الجنود لاستخدام ما يسمى بتقنية “التعدين في حفرة الجرذان”، والحفر باليد لإزالة الصخور والركام من الأمتار التسعة المتبقية (29 قدمًا)، مع انخفاض درجات الحرارة في الموقع الجبلي النائي في ولاية أوتاراخاند في جبال الهيمالايا.
في الأسبوع الماضي، اصطدم المهندسون الذين كانوا يعملون على دفع أنبوب معدني أفقيًا عبر 57 مترًا (187 قدمًا) من الصخور والخرسانة، بعوارض معدنية ومركبات بناء مدفونة في الأرض، مما أدى إلى تعطل آلة حفر عملاقة للأرض.
وقال أبهيشيك روهيلا، وهو موظف حكومي محلي كبير، لوكالة فرانس برس الاثنين، بعد إحضار آلة قطع بلازما شديدة الحرارة لإزالة المعدن، “تمت إزالة الأجزاء المكسورة من آلة الحفر العالقة داخل النفق”. وأضاف أن “الاستعدادات جارية لبدء أعمال الحفر اليدوية”. “يستعد أفراد كتيبة الهندسة التابعة للجيش الهندي، إلى جانب ضباط الإنقاذ الآخرين، للقيام بالتعدين في حفرة الجرذان”.
وسيستخدم المهندسون في الظروف شديدة البرودة أدوات الحفر اليدوية لتمهيد الطريق، وهي مهمة صعبة في الأنبوب الضيق، الذي يكون عريضًا بما يكفي ليتمكن الرجل من الزحف من خلاله.
وقال خبير الأنفاق كريس كوبر، الذي يقدم المشورة لفرق الإنقاذ، إنه متفائل بأن الجنود سيتمكنون من الحفر. وقال للصحفيين: “الأمر يعتمد على سلوك الأرض”، مضيفًا أنهم ربما يضطرون إلى قطع عوارض ثقيلة كانت تهدف إلى تثبيت السقف المنهار. “نحن واثقون من أننا قادرون على التغلب عليها”.
وفي جهد منفصل، وصل الحفر العمودي إلى أكثر من ربع الـ 89 مترًا وصولاً إلى الرجال، وهو طريق محفوف بالمخاطر في منطقة عانت بالفعل من الانهيار. تم إحضار آلة حفر إلى التل الحرجي فوق النفق على مسار تم إنشاؤه خصيصًا.
وقال محمود أحمد، المسؤول الكبير في وزارة الطرق الوطنية، إن “الحفر العمودي يجري بوتيرة سريعة”، حيث وصلت الفرق إلى 19 مترًا (63 قدمًا) بحلول وقت متأخر من يوم الأحد. وأضاف أن العمل مستمر “بأقصى سرعة ولكن بحذر”.
كما بدأت عمليات الحفر والتفجير والحفر من الجانب البعيد لنفق الطريق، وهو طريق ثالث أطول بكثير يقدر بحوالي 480 مترًا.
وقد ظل عمال البناء البالغ عددهم 41 عاملاً محاصرين في نفق طريق سيلكيارا منذ 12 نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت الجهود بطيئة إلى حد مؤلم، وتعقدت بسبب تساقط الحطام والأعطال المتكررة لآلات الحفر.
وتبددت الآمال في أن يكون الفريق على وشك تحقيق انفراج يوم الأربعاء، بعد أن حذر بيان حكومي من “تضاريس الهيمالايا الصعبة”. بالنسبة لأقارب الرجال المحاصرين المذهولين، كانت هذه محنة لا نهاية لها في الأفق.
لكن رئيس وزراء ولاية أوتاراخاند، بوشكار سينغ دامي، تعهد يوم الاثنين بإنقاذ جميع الرجال. وقال على موقع X، تويتر سابقًا: “لا تقلقوا، سيتم إخراج جميع العمال بأمان”.
وشوهد العمال أحياء للمرة الأولى يوم الثلاثاء، وهم ينظرون إلى عدسة كاميرا بالمنظار أرسلها رجال الإنقاذ عبر أنبوب رفيع يتم من خلاله توصيل الهواء والغذاء والماء والكهرباء. وعلى الرغم من أنهم محاصرون، إلا أن لديهم مساحة كبيرة في النفق، حيث يبلغ ارتفاع المنطقة الداخلية 8.5 مترًا ويمتد طولها حوالي كيلومترين.
