تظهر هذه الصورة التي أصدرها القصر الملكي الأردني في 15 سبتمبر 2024 رئيس الوزراء الأردني الجديد جعفر حسن. — وكالة فرانس برس
قال مسؤولون إن الحكومة الإصلاحية في الأردن أدت اليمين أمام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم الأربعاء، وكلفت بتسريع الإصلاحات التي يدعمها صندوق النقد الدولي ودفع التحديث السياسي والاقتصادي الذي يعد أمرا حاسما لعكس عقد من النمو البطيء.
كان رئيس الوزراء جعفر حسن، الذي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد، يرأس مكتب الملك في وظيفته الأخيرة. وقد أثبت حسن أنه مدير قادر خلال مسيرته العامة الطويلة التي أشرف خلالها على الإصلاحات الاقتصادية كنائب لرئيس الوزراء وأثناء فترة عمله كوزير للتخطيط، وفقًا لمسؤولين وسياسيين.
ويقول سياسيون إن المهمة الرئيسية تتمثل في تسريع الإصلاحات التي يوجهها صندوق النقد الدولي وكبح جماح أكثر من 50 مليار دولار من الدين العام في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ويدعم استقراره مليارات الدولارات من المساعدات الأجنبية من المانحين الغربيين.
وكان قد تم إلقاء اللوم على المؤسسة المحافظة التقليدية لفترة طويلة في عرقلة حملة التحديث التي دعا إليها الملك ذو الميول الغربية، خوفًا من أن تؤدي الإصلاحات الليبرالية إلى تآكل قبضتها على السلطة.
احتفظ وزير الخارجية المخضرم أيمن الصفدي، الذي أغضبت لهجته القوية المناهضة لإسرائيل جارتها الغربية، بمنصبه في الحكومة الجديدة المكونة من 32 وزيرا، من بينهم معتدلون وسياسيون قبليون وتكنوقراط.
وكان حسن قد استطلع آراء المعارضة الإسلامية القوية التي حققت مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية في وقت سابق من هذا الشهر.
إصلاحات السوق الحرة
وفاز الإسلاميون بـ31 مقعدا، وهو أكبر عدد يحصلون عليه منذ استئناف الحياة البرلمانية في عام 1989 بعد عقود من الأحكام العرفية، الأمر الذي يجعلهم أكبر تجمع سياسي في البرلمان.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون إنه على الرغم من أن التشكيلة الجديدة للبرلمان الذي يتألف من 138 عضوا تحتفظ بأغلبية مؤيدة للحكومة فإن المعارضة الأكثر صخبا بقيادة الإسلاميين قد تتحدى إصلاحات السوق الحرة والسياسة الخارجية التي يدعمها صندوق النقد الدولي.
خاض الإسلاميون، الذين قادوا بعض أكبر المظاهرات دعما لحلفائهم الأيديولوجيين حركة حماس الفلسطينية المسلحة، حملتهم على أساس برنامج تعزيز الديمقراطية ورفع القيود المفروضة على الحريات العامة.
وتقول جماعات حقوق الإنسان والسياسيون المستقلون إن اعتقال المعارضين والناشطين بسبب انتقادهم لسياسات الحكومة أثناء الصراع في غزة أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن تشديد القبضة الاستبدادية.
ويحل وزير المالية الجديد عبد الحكيم الشبلي، وهو خبير اقتصادي محنك، محل المخضرم محمد العسعس الذي نال إشادة من صندوق النقد الدولي لتسريعه الإصلاحات والحفاظ على الحصافة المالية مع تجنب سياسات التقشف التي أثارت اضطرابات اجتماعية في السنوات الماضية.
كانت الحكومة السابقة تسعى إلى دفع الإصلاحات التي دعا إليها الملك عبد الله للمساعدة في عكس عقد من النمو البطيء، والذي بلغ حوالي 2 في المائة، والذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19 والصراعات في العراق وسوريا المجاورتين.
قال مسؤولون إن الأردن، أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، يأمل في الحصول على مزيد من مساعدات المانحين للمساعدة في تخفيف تأثير الاضطرابات الإقليمية وحرب غزة على اقتصاده.