أطفال يعانون من سوء التغذية يتلقون العلاج في مركز طب الأطفال في بورتسودان، خلال زيارة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس للبلاد، في السودان، في 7 سبتمبر 2024. — رويترز
رفضت السودان دعوة خبراء الأمم المتحدة لنشر “قوة مستقلة ومحايدة” لحماية ملايين المدنيين الذين نزحوا من منازلهم بسبب أكثر من عام من الحرب.
وقد أدى الصراع الدائر منذ أبريل/نيسان من العام الماضي، بين الجيش وقوات شبه عسكرية، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال خبراء الأمم المتحدة المستقلون يوم الجمعة إن مهمتهم لتقصي الحقائق كشفت عن انتهاكات “مروعة” من قبل الجانبين، “قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وطالبوا بنشر “قوة مستقلة ومحايدة مكلفة بحماية المدنيين” “دون تأخير”.
وقالت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان في بيان في وقت متأخر من مساء السبت إن “الحكومة السودانية ترفض توصيات البعثة الأممية جملة وتفصيلا”.
ووصفت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أنشأ بعثة تقصي الحقائق العام الماضي، بأنه “هيئة سياسية وغير قانونية”، ووصفت توصيات اللجنة بأنها “انتهاك صارخ لولايتها”.
وقال خبراء الأمم المتحدة إن ثمانية ملايين مدني نزحوا، بينما فر مليونا شخص آخرون إلى الدول المجاورة.
ويواجه أكثر من 25 مليون شخص ـ أي ما يزيد على نصف سكان البلاد ـ نقصا حادا في الغذاء.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أثناء زيارته للسودان الأحد: “إن حجم حالة الطوارئ صادم، وكذلك الإجراءات غير الكافية التي يتم اتخاذها للحد من الصراع والاستجابة للمعاناة التي يسببها”.
وفي بورتسودان، حيث انتقلت مكاتب الحكومة والأمم المتحدة بسبب القتال العنيف في العاصمة الخرطوم، دعا تيدروس “العالم إلى الاستيقاظ ومساعدة السودان للخروج من الكابوس الذي يعيشه”.
واتهم بيان وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة نائب البرهان السابق محمد حمدان دقلو “باستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية بشكل ممنهج”.
وقالت إن “حماية المدنيين تظل أولوية مطلقة للحكومة السودانية”.
وأضاف البيان أن دور مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ينبغي أن يكون “دعم العملية الوطنية، وليس السعي إلى فرض آلية خارجية مختلفة”.
ورفضت أيضا دعوة الخبراء إلى فرض حظر على الأسلحة.