نواب البرلمان المجري يصوتون على التصديق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في القاعة الرئيسية بمبنى البرلمان في بودابست. – وكالة فرانس برس
وافق البرلمان المجري يوم الاثنين على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليزيل بذلك العقبة الأخيرة أمام الخطوة التاريخية التي اتخذتها الدولة الواقعة في شمال أوروبا والتي استمرت حيادها خلال حربين عالميتين والصراع المحتدم خلال الحرب الباردة.
وأنهى تصويت المجر شهورا من التأخير لاستكمال التحول في السياسة الأمنية للسويد وجاء في أعقاب زيارة قام بها رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون يوم الجمعة وقع خلالها البلدان اتفاق أسلحة.
حظيت عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي بتأييد 188 مشرعًا في البرلمان المجري، مع معارضة 6 أعضاء وعدم امتناع أي عضو عن التصويت.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
واجهت حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ضغوطًا من حلفاء الناتو للامتثال وانضمام السويد إلى الحلف.
وقالت أغنيس فاداي، النائبة عن حزب الائتلاف الديمقراطي المعارض، للبرلمان: “أخيرًا تم الأمر، السويد هي العضو رقم 32 في الحلف، وبهذه الطريقة أصبح الناتو أقوى”.
تخلت ستوكهولم عن سياسة عدم الانحياز من أجل قدر أكبر من الأمان داخل منظمة حلف شمال الأطلسي في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.
قال زعماء غربيون إن السويد تحذو حذو فنلندا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقد حقق فعليا الشيء نفسه الذي سعى إلى تجنبه عندما شن حربه في أوكرانيا، وهو توسيع التحالف.
وفي حين أصبحت فنلندا عضوا في حلف شمال الأطلسي العام الماضي، ظلت السويد تنتظر بينما أبدت تركيا والمجر، اللتان تحتفظان بعلاقات أفضل مع روسيا مقارنة بالأعضاء الآخرين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، اعتراضات.
ورفضت تركيا التصديق على عضوية السويد مطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي قالت إنه اتخذ من السويد موطنا لهم.
وغيرت السويد قوانينها وخففت القواعد المتعلقة بمبيعات الأسلحة لتهدئة تركيا. كما ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التصديق على الاتفاقية بموافقة الولايات المتحدة على مبيعات طائرات مقاتلة من طراز إف-16 لتركيا، وتتوقع أنقرة الآن أن تعمل الولايات المتحدة على ضمان موافقة الكونجرس الأمريكي.
وكان مماطلات المجر أقل وضوحا بطبيعتها، حيث عبرت بودابست في الغالب عن انزعاجها من الانتقادات السويدية لاتجاه التطور الديمقراطي في عهد رئيس الوزراء القومي أوربان بدلا من تقديم أي مطالب ملموسة.
وحث أوربان – الذي رفض إرسال أسلحة إلى أوكرانيا المجاورة وانتقد مرارا العقوبات الغربية ضد روسيا – مرة أخرى يوم الاثنين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
ويعد انضمام السويد، التي لم تكن في حالة حرب منذ عام 1814، وفنلندا، أهم توسع للحلف منذ انتقاله إلى أوروبا الشرقية في التسعينيات.
وبينما كثفت السويد تعاونها مع الحلف في العقود الأخيرة، وساهمت في عمليات في أماكن مثل أفغانستان، فإن عضويتها تهدف إلى تبسيط التخطيط الدفاعي والتعاون في الجناح الشمالي لحلف شمال الأطلسي.
تجلب السويد أيضًا موارد مثل الغواصات المتطورة المصممة خصيصًا لظروف بحر البلطيق وأسطولًا كبيرًا من طائرات غريبن المقاتلة المنتجة محليًا إلى التحالف. فهي تعمل على زيادة الإنفاق العسكري، ومن المتوقع أن تصل إلى عتبة حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغة 2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
ومن المقرر الآن أن يتم التوقيع على التصديق من قبل رئيس البرلمان والرئيس المجري في غضون أيام قليلة، وبعد ذلك من المرجح الانتهاء من الإجراءات الشكلية المتبقية، مثل إيداع وثائق الانضمام في واشنطن، بسرعة.
