أنطوني بلينكن ينزل من الطائرة لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض. – رويترز
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين في جولة أزمة أخرى في الشرق الأوسط، على أمل تأمين هدنة جديدة في الحرب بين إسرائيل وحماس حيث لا تشهد غزة أي توقف في القتال.
وفي زيارته الخامسة للمنطقة منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر والذي أدى إلى نشوب الحرب، وصل بلينكن إلى الرياض ومن المتوقع أن يزور إسرائيل ومصر وقطر في وقت لاحق.
وقبل الزيارة شدد على ضرورة “التعامل بشكل عاجل مع الاحتياجات الإنسانية في غزة”، بعد أن دقت منظمات الإغاثة مرارا وتكرارا ناقوس الخطر بشأن التأثير المدمر للحرب المستمرة منذ أربعة أشهر على القطاع المحاصر.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
وقال سعيد حمودة، الفلسطيني الذي فر من منزله في قطاع غزة إلى مدينة رفح الجنوبية على الحدود مع مصر، إن “الوضع لا يوصف”.
وتستضيف رفح، التي يطلق عليها الأمم المتحدة اسم “طنجرة ضغط اليأس”، أكثر من نصف سكان غزة الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، توغلت إسرائيل جنوباً باتجاه المدينة الحدودية المكتظة بالسكان، محذرة من أن قواتها البرية قد تتقدم نحو رفح كجزء من الحملة للقضاء على حماس.
وصباح الاثنين، قالت مصادر لوكالة فرانس برس إنها سمعت قصفا مدفعيا في مناطق شرق رفح وخانيونس، حيث تعتقد إسرائيل أن مسؤولين رفيعين في حماس يختبئون.
وقتل ما لا يقل عن 128 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في الغارات الإسرائيلية ليلة الاثنين حتى الاثنين، وفقا لوزارة الصحة في المنطقة التي تسيطر عليها حماس.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن القصف الإسرائيلي استمر في وسط وجنوب القطاع الساحلي بما في ذلك قرب المستشفيات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في شمال ووسط قطاع غزة “قتلت عشرات الإرهابيين” وتشتبك مع نشطاء حماس في منطقة خان يونس. وقال الجناح العسكري لحركة حماس إن نشطاءه هاجموا قوات إسرائيلية جنوب غرب مدينة غزة.
ومن المتوقع أن يناقش بلينكن الهدنة المقترحة التي تم التوصل إليها في اجتماع باريس في يناير/كانون الثاني الماضي لكبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين.
وأصبح التحرك الدبلوماسي أكثر إلحاحا مع تصاعد الهجمات في جميع أنحاء المنطقة من قبل الجماعات المدعومة من إيران تضامنا مع حماس، مما أدى إلى هجمات مضادة من قبل الولايات المتحدة.
وقال مصدر في حماس إن الهدنة المقترحة ستوقف القتال لمدة ستة أسابيع أولية بينما تفرج حماس عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وقالت حماس إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، في حين أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن معارضتهم لأي تنازلات محسوسة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوما عسكريا واسع النطاق أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27478 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
ويواجه سكان غزة ظروفًا إنسانية قاسية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على منصة التواصل الاجتماعي X إن “هناك محدودية كبيرة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وسط القصف المستمر”.
وتواجه الأونروا نفسها جدلا كبيرا بعد اتهامات بأن 12 موظفا متورطون في هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وعلقت أكثر من اثنتي عشرة دولة، بقيادة الولايات المتحدة، تمويلها للوكالة بعد ظهور هذه المزاعم.
وحذر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الأحد من أن الدول التي علقت تمويل الأونروا تهدد وجود وكالة تقدم “مساعدات حيوية لأكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يعانون من جوع كارثي وتفشي الأمراض”.
وقبل مغادرته إلى المنطقة، قال بلينكن إن الأزمة الإنسانية ستكون إحدى نقاط اهتمامه.
وقال بلينكن إنه أبلغ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بأن “التلبية العاجلة للاحتياجات الإنسانية في غزة وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط هي أولويات نتقاسمها مع المملكة العربية السعودية”.
وتأتي زيارة بلينكن الأخيرة إلى الشرق الأوسط في الوقت الذي قال فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن جفير لصحيفة وول ستريت جورنال إن حليفها الرئيسي لم يظهر الدعم الكافي.
