يوليوس مادا بيو، رئيس سيراليون. — ا ف ب
أعلن رئيس سيراليون حظر التجول على مستوى البلاد يوم الأحد بعد أن هاجم مسلحون الثكنات الرئيسية والأكبر للجيش في عاصمة الدولة الواقعة في غرب إفريقيا ثم اجتاحوا مراكز الاحتجاز بما في ذلك سجن كبير.
وأثار الهجوم مخاوف من انهيار النظام وسط تصاعد الانقلابات في المنطقة.
وتعرضت مراكز الاحتجاز، بما في ذلك سجون طريق باديمبا – التي تضم أكثر من 2000 سجين – للهجوم بينما كانت قوات الأمن تسعى لاستعادة الهدوء خلال تبادل إطلاق النار المستمر في ثكنات ويلبرفورس العسكرية، وفقًا لوزير الإعلام تشيرنور باه.
وقال باه: “تم اجتياح السجون واختطف المهاجمون بعض السجناء بينما أطلق سراح كثيرين آخرين”. وأضاف أن القوات الأمنية تمكنت من “صد” المهاجمين إلى أطراف المدينة حيث يتواصل القتال.
وأعلن رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو في وقت سابق حظر التجول على مستوى البلاد ردا على الهجمات.
وقال صحفي في وكالة أسوشيتد برس في العاصمة إن دوي إطلاق نار ما زال يُسمع في المدينة بعد ساعات من تأكيد الحكومة للسكان الهدوء، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح من يقف وراء تبادل إطلاق النار، أو ما إذا تم إجراء أي اعتقالات.
وقال باه: “إن قوات الأمن تحرز تقدماً في العملية لهزيمة واعتقال المسؤولين عن هجمات اليوم”. وأضاف أن “الحكومة لا تزال مسيطرة على الوضع وتسيطر عليه”.
وقال الرئيس ووزارة الإعلام والتعليم في البلاد أيضًا إن الحكومة وقوات الأمن تسيطر على الوضع، في محاولة لتبديد المخاوف من تصعيد محتمل للعنف في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة وهي من بين أفقر البلدان في العالم. العالم، حيث حصلت على بعض من أدنى الدرجات في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة.
ولم ترد على الفور تفاصيل عن المسلحين أو سبب الهجوم الذي يأتي بعد أشهر من إعادة انتخاب بيو لولاية ثانية في تصويت متنازع عليه اتهم فيه حزب المعارضة الرئيسي اللجنة الانتخابية بتزوير النتائج.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت جنودا يقومون بدوريات في شوارع فريتاون الخالية، وسجلوا دوي إطلاق نار مدو عند الفجر. ولم تتمكن وكالة AP من التحقق على الفور من صحة مقاطع الفيديو.
ووصفت الكتلة الاقتصادية الإقليمية لغرب أفريقيا (إيكواس) – والتي تعد سيراليون عضوا فيها – الحادث بأنه مؤامرة “للحصول على أسلحة وزعزعة السلام والنظام الدستوري” في البلاد. وحاول الاتحاد في الأشهر الأخيرة وقف تصاعد الانقلابات في غرب ووسط أفريقيا، والتي سجلت ثماني انقلابات عسكرية منذ عام 2020، آخرها في النيجر والجابون هذا العام.
وقالت الكتلة في بيان “تؤكد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عدم تسامحها مطلقا مع أي تغيير غير دستوري للحكومة”.
أُعيد انتخاب بيو في الانتخابات الرئاسية الخامسة في سيراليون منذ نهاية الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت 11 عاماً – قبل أكثر من عقدين من الزمن – والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى ودمرت اقتصاد البلاد.
ولا يزال يواجه انتقادات بسبب الظروف الاقتصادية المنهكة. ويواجه ما يقرب من 60% من سكان سيراليون الفقر، حيث يعد معدل البطالة بين الشباب من أعلى المعدلات في غرب أفريقيا.
وبعد شهرين من فوز بيو في الانتخابات المتنازع عليها، قالت الشرطة إنها ألقت القبض على عدة أشخاص، من بينهم كبار ضباط الجيش الذين كانوا يخططون لاستخدام الاحتجاجات “لتقويض السلام” في البلاد.
وأدى احتجاج ضد الحكومة في أغسطس من العام الماضي إلى مقتل أكثر من 30 شخصا، من بينهم ستة من ضباط الشرطة.
